كتب الدكتور عبد القادر ريحاوي رحمه الله في العدد الثالث عشر من الحوليّات الأثريّة العربيّة السوريّة (صفحة ٥٦) في إطار الحديث عن أسبار صحن الجامع الأموي عام ١٩٦٢ - ١٩٦٣ ما يلي:
"السبر (هاء) ومكانه في الجزء الشمالي الغربي من الصحن بين قبّة الخزنة والرواق الشمالي، وقد عُثِرَ فيه على طبقة واحدة على عمق يتراوح بين ٤٨ و ٥٧ سم، وتتألّف من حصيرة من الفسيفساء ظهر منها ما يقرب من ثلاثين متراً مربّعاً. وكانت فصوصها من الحجر الأبيض كبيرة الحجم ٢,٥ سم.
يُلاحظ بأنّ هذه الرقعة من الفسيفساء محاطة بإطار من نفس النوع تحدُّهُ أحجار بناءٍ ضخمة غير منحوتة ولا يمكن اعتبارها بلاطاً والأغلب أنّها أساسٌ لبناءٍ قديمٍ كان مبلّطاً الفسيفساء وهي من النوع البيزنطي البسيط".
الحصيرة المذكورة لصيق قبّة الخزنة من جهة الشمال فسيفسائيّة خلافاً للبلاط الرخامي (الأموي أو البيزنطي) في سائر أسبار الصحن. ترتفع أعمدة القبّة اليوم ٤,٥٦ متراً فوق أرض الصحن ولكنّها كانت على علو ٥,١ متر فوق مستوى الفسيفساء.
استنتج الدكتور جورج من تلك المعطيات أنّ الفسيفساء الأرضيّة وعتبة الأحجار التي تحّدها شكّلت قاعدة بناءٍ مسيحي.
يتبع.
عبد القادر الريحاوي. إسهام في دراسة الجامع الأموي بدمشق ٢. صحن الجامع. الحوليّات الأثريّة العربيّة السوريّة، العدد الثالث عشر عام ١٩٦٣ (ص ٥٣ - ٧٠).
مصدر الصورة: معرض فسيفساء الجامع الأموي، دمشق ١٩٦٤.
Alain George. The Umayyad Mosque of Damascus. Art, Faith and Empire in Early Islam. Gingko, 2021
No comments:
Post a Comment