Monday, May 6, 2019

آثار معبد المشتري في دمشق


رأينا أنّ معبد المدينة الروماني كان في الواقع معبدين: داخلي يوافق المكان الذي يحتلّه جامع بني أميّة الكبير حاليّاً على وجه التقريب ويدعى temenos وخارجي يحيط به من جوانبه الأربعة يسمّى peribolos. اندثر المعبدان ليحلّ محلّهما أبنية مختلفة في العهود الإسلاميّة أهمّها بالطبع الجامع الأموي الذي استعملت أحجار المعبد الروماني في أعمدته وحافظ إلى درجة لا بأس بها على جدران المعبد الداخلي الضخمة. أحجار المعبد الخارجي انتشرت هنا وهناك ولا شكّ أنّ القلعة استفادت منها إلى حدّ كبير ولكنّها لم تكن الوحيدة كما سنرى. 


الصورة أعلاه تمثّل المخرج الجنوبي إلى خان الحرمين أو خان الجوار جنوب غرب الأموي (سوق العبيد سابقاً وهو رقم ٤-٣١ في الخريطة أدناه) وترتأي الدكتورة  Dorothée Sack أنّ المدخل الجنوبي للحرم أو المعبد الخارجي ولربّما مدخل سوق الغامّا تحديداً (نسبة لشكل حرف gamma الإغريقي Γ  الذي أضيف غرب وشمال المعبد الخارجي في العهد البيزنطي أو قبله) كان يقع على الضلع الغربي لخان الحرير (رقم ٤-٣٤) والمخرج الجنوبي لسوق الحرمين وهذا معقول نظراً لضخامة الحجارة المرئيّة في الصورة ممّا يوحي بأصلها الكلاسيكي (أي الإغريقي-الروماني). 



استغرق بناء معبد المشتري زمناً طويلاً ولبّما امتدّ من مطلع القرن الأوّل الميلادي (عهد Augustus Caesar) وحتّى أواخر القرن الثاني خلال حكم Septimius Severus باستثناء الغامّا التي أتت لاحقاً.



Dorothée SackDamaskus. Entwicklung und Struktur einer orientalisch-islamischen Stadt. von Zabern, Mainz 1989.

No comments:

Post a Comment