عنوان الصورة المرفقة "الزاوية الداخليّة الشماليّة الشرقيّة لسور الحرم الثاني للمعبد عند المدرسة البادرائيّة".
المقصود بالحرم الثاني معبد المشتري الخارجي في دمشق (peribolos) وأمّا عن المدرسة فهي رقم ٦-١٢ على الخريطة الملحقة وكما رأينا كانت مع حمّام أسامة داراً للأمير عزّ الدين أسامة الحلبي صاحب كوكب (حصن جبلي يطلّ على طبريّا ويهيمن على الأردن فتحه صلاح الدين ودمّره) وعجلون قبل أن يغضب عليه الملك العادل ويصادر أمواله وممتلكانه ويزجّه في السجن. هدمت هذه الدار عام ١٢٤٩-١٢٥٠ بأمر الصالح أيّوب وتحوّلت (١٢٥٥-١٢٥٦) إلى مدرسة شافعيّة باسم البادرائيّة نسبة للشيخ نجم الدين البادرائي البغدادي من مواليد تشرين الثاني ١١٩٧ للميلاد.
يقول ابن قاضي شهبة أنّ البادرائي اشترى بمائة ألف درهم دار أسامة -التي هدمها الصالح نجم الدين أيّوب- داخل باب السلامة بهدف تحويلها إلى مدرسة شافعيّة واشترط في الوقفيّة ألّا تدخلها امرأة كائنة من كانت فقال له السلطان الناصر يوسف ( ١٢٣٠-١٢٦١ آخر سلاطين الأيّوبييّن) ولا أمرد؟ ولهذا يستأنف أو يستنتج الراوية سبب عدم ازدهار هذه المدرسة.
درّس فيها البادرائي ولكنّه عيّن قاضياً في بغداد رغماً عنه ومات بعدها بسبعة عشر يوماً في ذي الحجّة ٦٥٥ للهجرة (١٢٥٧ للميلاد) أي قبل اجتياح هولاكو والمغول لعاصمة العبّاسييّن بقليل أمّا عن المدرسة التي أسّسها في دمشق فقد علّم فيها بعده ابنه جمال الدين ومن بعده اثنا عشر أستاذاً كان آخرهم شمس الدين الحسيني الذي مات في دمشق في شباط عام ١٤٨٩ للميلاد (هنا يتوقّف ما نقله العلموي عن النعيمي).
Dorothée Sack. Damaskus. Entwicklung und Struktur einer orientalisch-islamischen Stadt. von Zabern, Mainz 1989.
No comments:
Post a Comment