Sunday, May 19, 2019

باب الفراديس


تفصل مسافة ٤٠ متر باب الفراديس الجنوبي على قناة بانياس-العقرباني عن باب الفراديس الشمالي على نهر بردى. أطلّ هذا الباب قديماً على قرية الأوزاع (العقيبة حاليّاً) ومقبرة باب الفراديس (الدحداح). تحوّل اسم هذا الباب (رقم ٢-٧ على الخريطة الملحقة) إلى باب العمارة في مطلع القرن العشرين أمّا عن تسميته في العهد الروماني فكانت -حسب مؤرّخي القرون الوسطى المسلمين (ابن عساكر وغيره) باب عطارد. أضف إلى هذا وذاك ما قاله المقدسي الذي زار دمشق في سبعينات القرن العاشر الميلادي وذكر باب النهر وباب المحاملييّن وليس من الواضح أيّ من هاتين التسميتين تنطبق على باب الفراديس. 


باب الفراديس الجنوبي هو الأقدم بالطبع ويعتقد أنّه يعود إلى العهد الروماني. جرى ترميمه في العهد الييزنطي وهو مذكور ضمن أبواب المدينة عندما حاصرها المسلمون عام ٦٣٥ للميلاد إذ عسكر أمامه الأمير  شرحبيل ابن حسنة (البلاذري في فتوح البلدان). كان الباب الجنوبي لا يزال قائماً في مطلع القرن العشرين وله صورة يتيمة التقطها المحترم  James Edward Hanauer حوالي عام ١٩٠٠ ونشرها في دوريّة Palestine Exploration Fund عام ١٩١١ أمّا اليوم فهو مندثر بالكامل من النحية العمليّة وساهم في ذلك توسع مقام السيّدة رقيّة الذي أتى على حساب برجه الشرقي.   

ذكر ابن عساكر في القرن الثاني عشر ضاحية "ربض باب الفراديس" خارج السور القديم وتطوّر هذا الحيّ مع بناء المدرسة المجاهديّة البرّانيّة ١١٤٣-١١٤٤ بمبادرة من الأمير الكردي بزان الذي جلب إليها من حوران حجراً يحمل انطباع قدم النبي محمّد معزّزاً بذلك مكانتها كمزار ذكره الهروي. دفن الأمير المذكور في هذه المدرسة قرب مسجد الرأس أي رأس الإمام الحسين حيث يقع اليوم مقام الستّ رقيّة (رقم ٢-٤٤ في المخطّط) الذي جدّد اعتباراً من أواخر ثمانينات القرن العشرين. يتواجد جامع السادات اليوم في صحن المدرسة المجاهديّة البرّانيّة الدارسة. 

باب الفراديس الشمالي يعود إلى أواخر العصر الأيّوبي وعام ١٢٤٢-١٢٤٣ خلال ملك الصالح اسماعيل في إطار بناء سور دمشق الشمالي -بين باب السلامة وباب الفرج- الذي حدّد مع السور الجنوبي القديم حيّ بين السورين (ظهرت هذه التسمية للمرّة الأولى في القرن الرابع عشر). مع بناء الباب والسور الشمالييّن أصبحت المدرسة المجاهديّة "البرّانيّة" خارج سور دمشق. 






Dorothée SackDamaskus. Entwicklung und Struktur einer orientalisch-islamischen Stadt. von Zabern, Mainz 1989.

Jean-Michel MoutonJean-Olivier Guilhot et Claudine PiatonPortes et murailles de Damas

 James Edward HanauerDiscovery of Roman Remains Near the Great Mosque at DamascusPalestine Exploration Fund Quarterly Statement 43.1 (Jan. 1911): 42-51. 

No comments:

Post a Comment