Wednesday, May 8, 2019

حمّام أسامة


يقع حمّام أسامة أو حمّام سامي (رقم ٦-١٣ على الخارطة الأولى) شمال وشرق الجامع الأموي في العمارة الجوّانيّة مقابل المدرسة البادرائيّة (٦-١٢) والصورة من ثمانينات القرن العشرين مأخوذة من دراسة الدكتورة  Dorothée Sack معنونة "السور الشمالي الشرقي للحرم الثاني عند حمّام سامي". المقصود بالحرم الثاني معبد المشتري الخارجي أي peribolos المحيط بالمعبد الداخلي (temenos أو الجامع الأموي حاليّاً) ويمكن معاينة مكان المعبدين على الخريطة الثانية. التركيز هنا على معبد المشتري بالطبع الذي تدلّ عليه أو على ما تبقّى منه الأحجار الضخمة النمطيّة التي نراها في المداميك ولكن ماذا عن الحمّام؟ 


أجرى الفرنسي Jean Sauvaget دراسة مفصّلة لهذا الحمّام عام ١٩٣٠ (الرابط أدناه) لا تزال أفضل الموجود حتّى اليوم نقل Ecochard و Le Coeur عنها نبذة مختصرة مع بعض التعديلات في دراستهما المرجعيّة لحمّامات دمشق عام ١٩٤٢-١٩٤٣ في محاولة منهما لتصوّر المخطّط الأصلي للحمّام الذي يقارب كثيراً حمّام نور الدين أو حمّام البزوريّة.  



المخطّط أدناه منقول عن Sauvaget وتجنّباً للإطالة سأنقل فقط ما قاله المستشرق الكبير عن تاريخ هذا الحمّام واستنتاجاته المبنيّة على استقراء المعطيات الأثريّة والطبوغرافيّة والنصوص القديمة.



الحمّام يواجه المدرسة البادرائيّة كما ذكر أعلاه وهذه المدرسة (Sauvaire نقلاً عن العلموي ومختصر الدارس) كانت أصلاً بيت الأمير عزّ الدين أسامة الحلبي صاحب كوكب وعجلون ومن مآثره جهاده ضدّ الإفرنج عندما كان حاكماً لبيروت. ناصر أسامة الملك العادل ضدّ خصومه ومع ذلك شكّ هذا الأخير بولائه فقام بمصادرة جميع أملاكه (١٢١١-١٢١٢)  وهدم إثنين من حصونه وسجنه في الكرك حتّى موته الذي علّق عليه أبو الفداء بالقول "مع أسامة تلاشى نفوذ مماليك صلاح الدين". 

لا نملك عن بيت الأمير أسامة من المعلومات إلّا النزر اليسير ومنها أنّه أصبح بعد موت صاحبه داراً للأمير الأيّوبي الملك الناصر ابن المعظّم وأنّ الكتابات التاريخيّة تشير إلى "دار وحمّام أسامة". هدمت هذه الدار عام ١٢٤٩-١٢٥٠ بأمر الصالح أيّوب وتحوّلت (١٢٥٥-١٢٥٦) إلى مدرسة دينيّة أي البادرائيّة وعلى اعتبار أنّ المدرسة شديدة القرب من الحمّام الذي لا يفصلها عنه إلّا زقاق ضيّق اسنتج العالم الفرنسي أنّ الحمّام المذكور كان حمّاماً خاصّاً لبيت الأمير أسامة وقدّر تاريخ البناء بالعام ١٢٠٤-١٢٠٥ للميلاد. 

كان الحمّام في حالة جيّدة جدّاً ومفتوحاً للزبائن عندما وصفه Sauvaget عام ١٩٣٠ والشبه بين اسميّ "سامي" وأسامة" أكبر من أن نعزوه إلى محض صدفة. 



Dorothée SackDamaskus. Entwicklung und Struktur einer orientalisch-islamischen Stadt. von Zabern, Mainz 1989.


Michel Ecochard & Claude Le Coeur. Les Bains de Damas : Monographies architecturales. Imprimerie. catholique 1942-1943. 

Henri Sauvaire. Description de Damas

No comments:

Post a Comment