تولّى أسعد باشا دمشق بين ١٧٤٢ و ١٧٥٦ وهي فترة استثنائيّة من ناحية الديمومة والإنجازات العماريّة وأهمّها خان البزوريّة الشهير وقصر العظم موضوع حديث اليوم.
بني هذا القصر ١٧٤٩-١٧٥١ جنوب الجامع الأموي في موقع دارالذهب أو قصر إمارة النائب تنكز (النصف الأوّل للقرن الرابع عشر) ويذكر هنا أنّ العالم الفرنسي Michel Ecochard عثر فيه على بقايا بحرة من عهد الأمير المملوكي المذكور. كان قصر أسعد باشا ولا يزال أكبر البيوت الشاميّة العثمانيّة بمساحة ٥٥٠٠ متر مربّع (يليه في المرتية الثانية من ناحية الاتّساع مكتب عنبر) وأكثرها أبّهة من ناحية الزخرفة وأناقة الواجهة الأبلقيّة (الواجهة على الشارع في البيوت الشرقيّة التقليديّة حتّى أكثرها ترفاً متواضعة للغاية) وعدد القاعات والصحون ووجود حمّام خاصّ (أمر غير مألوف في دمشق وقتها).
أنجز البناء بسرعة خارقة للعادة إن لم نقل محمومة من قبل ٨٠٠ عامل كدّوا دون توقّف واقتضى ذلك قطع مياه المدينة مؤقّتاً لتزويد القصر بحاجاته. الخريطة الملحقة تعطي تفاصيل توزيع البيت والصورة أعلاه لصحن الجوّاني وهو الأكثر فخامة.
طرأت تعديلات على بعض غرف القصر عام ١٨٣٥ دخل فيها الباروك العثماني وعرف باسم سرايا عبد الله باشا العظم عام ١٨٥٩. وصفت الليدي Isabel Burton وضعه عام ١٨٧٠ بأنّه في غاية السوء (اسمته بيت علي باشا نسبة لعلي باشا العظم حفيد عبد الله باشا) وجدّد عام ١٨٩٨ بمناسيبة زيارة قيصر ألمانيا غليوم الثاني. اشترته سلطات الانتداب من الورثة (٦٨ شخصاً) بمبلغ كبير وتحوّل البرّاني عام ١٩٢٢ إلى مقرّ للمندوب السامي في دمشق بينما خصّص الجوّاني الأكبر مساحة للمعهد الفرنسي للآثار والفنون الإسلاميّة الذي أسّسه الجنرال هنري غورو Henri Joseph Eugène Gouraud .
تمّ التعرّض للدمار الذي لحق القصر في تشرين أوّل عام ١٩٢٥ في مكان آخر (الروابط أدناه) وجررى ترميمه مهنيّاً بعدها من قبل الفرنسييّن تحت إشراف Ecochard استناداً إلى الصور التاريخيّة التي التقطت في القرن التاسع عشر (Bonfils عام ١٨٨٥) واستمرّ مقرّاً للمعهد الفرنسي حتّى الجلاء عام ١٩٤٦. تحوّل المبنى إلى متحف الفنون والتقاليد الشعبيّة الذي افتتح للزوّار عام ١٩٥٤(الرابط أدناه) وبقي حاله كذلك حتّى اليوم.
Isabel Burton. The inner life of Syria, Palestine, and the Holy land
Eustache de Lorey. L'état actuel du palais Azem
Elizabeth Macaulay-Lewis. Bayt Farhi and the Sphardic Palaces of Ottoman Damascus. American School of Oriental Research, 2018.
Dorothée Sack. Damaskus. Entwicklung und Struktur einer orientalisch-islamischen Stadt. von Zabern, Mainz 1989.
Stefan Weber. Ottoman Modernity and Urban Transformation 1808-1918. Proceedings of the Danish Institute in Damascus V 2009.