Wednesday, April 10, 2024

تاريخ بناء هيكل المشتري في دمشق

 



كافّة المعلومات أدناه مقتبسة مع الاختزال عن مقال مرجعي (صفحة ٣٤ - ٣٧) للعالم الفرنسي Seyrig يعود إلى العام ١٩٥٠.  


قليلةٌ هي القطع النقديّة الدمشقيّة المتبقيّة من العهود الكلاسيكيّة. لا تحمل جميع العملات تاريخاً ولكنّها، عندما تفعل، تستعمل التقويم السلوقي. ينطبق نفس المبدأ على النقوش الكتابيّة من دمشق ومحيطها.  


مع ذلك اعتمد Wulzinger و Watzinger تقويم پومپي لثلاثٍ من النقوش الكتابيّة من هيكل المشتري التي تحمل تاريخاً (١) واستندا في ذلك إلى أسلوب الكتابة وأحد الأسماء الذي استبعدا استعماله في القرن الأوّل الميلادي. فنّد Seyrig حجج الألمانييّن وبرّر رفضه بتفاصيل تقنيّة موجّهة للأخصّائييّن وبالتالي لن أتطرّق إليها. 


الكتابات الثلاث هي الآتية:


- الأولى على برج الزاوية الشماليّة الشرقيّة للحرم تعود للعام ٣٢٧ وتحمل ثلاثة أسماء: Diototos ابن؟ و Diogenès ابن Diogenès و ؟ ابن Enniôn.

- الثانية على الجدار الخارجي في الشرق تاريخها العام ٣٤٩ وتحمل اسم Mênodôros ابن Zénon. 

- الثالثة على البرج الشمالي الغربي للسور الخارجي متعلّقة بالبناء المدعو غامّا (كون شكله Γ يشبه هذا الحرف اليوناني)  تحمل تاريخ ٤٠٢ واسم Antonianus Pausanias. 


إذا سلّمنا - مع Wulzinger و Watzinger - أنّ التقويم المستعمل في الهيكل، رغم اختلافه عن التقويم السلوقي للنقد وسائر المدينة، هو تقويم پومپي، فهذا يعني أنّ التواريخ الثلاثة أعلاه تعود إلى الأعوام ٢٦٤ -٢٦٥ للميلاد (عهد الإمبراطور Gallienus وأذينة الثاني ملك تدمر)، ٢٨٦ - ٢٨٧ (ديوكليتيان) ، و ٣٣٩ - ٣٤٠ (Constantius الثاني). 


بالمقابل إذا وافقنا مع Seyrig أنّ التقويم المستعمل هو السلوقي فهذا يعني أنّ:


- بناء البرج الشمالي الشرقي لسور الحرم péribole تمّ عام ١٥ - ١٦ للميلاد في عهد الإمبراطور أغسطس أو  طيباريوس على أحدث تقدير.

- جرت الأعمال على الواجهة الشرقيّة للجدار الخارجي عام ٣٧ -٣٨ في عهد كاليجولا.  

- شيّدت الغامّا عام ٩٠ - ٩١ في عهد Domitien


بعبارة ثانية تفصلُ مائتان وخمسون عاماً بين تواريخ بناء الهيكل حسب Wulzinger و Watzinger وتقويم پومپي من جهة (القرنان الثالث والرابع للميلاد)، والتواريخ حسب Seyrig والتقويم السلوقي من جهةٍ ثانية (القرن الأوّل). 


يعزّز طرح Seyrig الألمعي (ودون أدنى انتقاص من إسهام سَلَفيه الألمانييّن) أنّ بداية العهد الإمبراطوري والقرن الأوّل شهد بناء الهياكل الهائلة الاتّساع في عدّة أماكن في الشرق الأدنى تحت ما يعرف باسم السلم الروماني Pax Romana (بعد القلاقل والفوضى التي سادت في أواخر العهد السلوقي). لدينا - إضافةً إلى هيكل دمشق - معابد بعلبك وتدمر والقدس (أورشليم) العظيمة. 


هذا لا ينفي بالطبع أنّ العمل في الزخرفة والتجميل والتفخيم والترميم استغرق عشرات السنوات ودام على عدّة أجيال ولكن بإمكاننا على الأقلّ، بفضل النقوش الكتابيّة الثلاثة المذكورة، أن نحّدد تاريخ الأبنية الأصليّة بالقرن الأوّل للميلاد، بما فيها الغامّا التي أرجعها Wulzinger و Watzinger إلى مطلع العهد البيزنطي استناداً إلى تفسيرٍ خاطىء للتقويم المستعمل.   






(١) ذكر Will (صفحة ٣٦) كتابةً رابعةً تردّد فيها بين قرائتين للتاريخ.
















Ernest WillDamas antique 

Wulzinger & WatzingerDamaskus, die antike Stadt 1921 (p. 3-42). 

Henri SeyrigAntiquités syriennes. Syria 1950 (p. 34-37). 

No comments:

Post a Comment