Friday, April 5, 2024

مخطّط دمشق الهلنستيّة كما تصوّره جان سوڤاجيه

 


افترض سوڤاجيه (دراسته الأولى عن دمشق عام ١٩٣٤ والثانية عام ١٩٤٩) أنّ المدينة الهلنستيّة تبنّت التخطيط المنسوب إلى هيپّوداموس والذي يأخذ شكل مربّع أو مستطيل تتقاطع شوارعه وتتعامد بعضها مع البعض الآخر، أو بعبارةٍ ثانية المخطّط الشطرنجي. يترتّب على ذلك أنّ دمشق الرومانيّة احتفظت بالمخطّط الهلنستي كما هو مع توسيعه وإضافة بعض المنشآت الجديدة (الأروقة المعمّدة مثلاً) ليس إلّا. بنى سوڤاجيه مطارحته على دراسات مقارنة مع عدد من المدن السوريّة في العهد الكلاسيكي (اللاذقيّة وحلب والسويديّة وأفاميا).


خالف Will رأي Sauvaget مستنداً إلى الحجج الآتية:


- قد يكون مخطّط سوڤاجيه منطقيّاً بيد أنّه نظري بحت. الموقع الوحيد في سوريّا الذي حافظ بشكلٍ أو بآخر على مخطّطه الهلنستي هو دورا أوروپوس.  

- تتمثّل القاعدة في توسّع المدن الكبرى - أنطاكيا مثلاً - بإضافة أحياء ذات نسيج عمراني مختلف وليس بتمديد وتوسيع المخطّط الأصلي. 

- دمشق غارقةٌ في القدم. من المعقول أنّ العهد الهلنستي أضاف إليها أحياءً جديدةً أمّا أن تُهْدَم بكاملها لبناء مدينة شطرنجيّة التخطيط فهذا غير وارد اللهمّ إلّا أذا أجهزت عليها كارثةٌ طبيعيّة أو دمّرها عدوٌّ ما. 

- بنى السلوقيّون عدداً من المدن في سوريّا ولكن دمشق ليست منها. من الصحيح أنّ Démétrios الثالث اتّخذها عاصمةً له ومن الممكن أنّه أراد إعادة تخطيطها بيد أنّ مأثرةً من هذا النوع مستحيلة خلال فترة حكمٍ تقلّ عن عشر سنوات (٩٦ - ٨٧ قبل الميلاد).   



الخريطة الملحقة عن Burns





يتبع.














Ernest WillDamas antique 

No comments:

Post a Comment