Thursday, April 4, 2024

ملامح دمشق الآراميّة

بالنظر إلى تاريخ دمشق ككلّ منذ القرن العاشر قبل الميلاد وحتّى مجيء الإسكندر الأكبر، يتبيّن لنا أنّها كانت مدينةٍ من الدرجة الثانية لفترةٍ تجاوزت الأربعمائة عام بدايةً من سقوطها بيد الآشورييّن عام ٧٣٢ ق.م. عنى ذلك أنّها لم تعد مقرّاً ملكيّاً وحرمها بالتالي أصبح أهمّ أوابدها على حساب قصر الحاكم، اللهمّ إذا احتلّ هذا الأخير مكان الصدارة قبل ذلك على الإطلاق.

Ross Burns

لا معلومات لدينا عن المعبد الآرامي تستحقّ الذكر ومن شبه المؤكّد أنّ الهيكل الهائل بسوره المزدوج يعود إلى العهد الروماني. مع ذلك لا بدّ أنّ المعبد الآرامي كان من الاتّساع بمكان.   


رأينا - نقلاً عن Will - كيف شكّل القصر والهيكل نواة المدينة الآراميّة التي تواجدت شمال الشارع المستقيم. ماذا عن أسوارها؟ هل أعاد الأخمينيّون بنائها بعد أن دمّرها الآشوريّون؟ ليس لدينا أدنى فكرة عنها ولا شكّ أنّنا نحتاج إلى التنقيب ستّة إلى سبعة أمتار تحت مستوى الأرض الحالي إذا أردنا اقتفاء أثرها أو آثارها. 


هناك العديد من التساؤلات عن حدود دمشق السابقة للعهد الكلاسيكي (أي قبل اليونان) . نعرف يقيناً أنّ الشارع المستقيم اجتاز المدينة الرومانيّة من أقصاها إلى أقصاها باتّجاه شرق - غرب أمّا الآراميّة فمن المحتمل  أنّه - أو خطّ وهمي أو سور يوافقه - لامسها من جهة الجنوب وأنّ العمران امتدّ منه جنوباً إلى بردى شمالاً على عرض تراوح بين الخمسمائة إلى الستمائة متر. 


ماذا عن امتداد المدينة من الشرق إلى الغرب؟ يمكن تصوّر تجمع سكّاني تمركز حول الهيكل وامتدّ على طول سبعمائة إلى ثمانمائة متر أمّا عن المساحة فقد بلغت (على الأرجح تجاوزت) أربعين إلى خمسين هكتاراً. تقدير عدد السكّان صعبٌ للغاية ولربّما بلغ حوالي الخمسين ألفاً تحت الآرامييّن. 


Richard Thoumin 

لا ريب أنّ دمشق الآراميّة كانت أصغر بكثير من خليفتها الرومانيّة وأنّ موقعها على الأغلب كان في القسم الشمالي الغربي من المدينة الكلاسيكيّة داخل السور وأنّها تمركزت حول الهيكل (اعتقد Thoumin أنّ الموقع كان بالأحرى جنوب شرق الهيكل). شذّت Sack عن سائر الأكاديمييّن عندما أثارت احتمال تواجد المدينة الآراميّة في الشرق (وافقها Burns لاحقاً بشكل أو بآخر) وهو طرحٌ رفضه Will. 


Dorothée Sack








Ernest WillDamas antique 

No comments:

Post a Comment