Friday, April 26, 2024

محراب جامع بني أميّة الكبير

 


تعود الصورة الملحقة لمحراب الجامع الرئيس عن الدكتور عبد الله مناز إلى ثمانينات القرن العشرين وهي بالتالي تعكس المحراب المبني أو المرمّم بعد حريق عام ١٨٩٣. وصف الدكتور عقيلي المحراب في كتابه عن الأموي (صفحة ١٦٥ - ١٦٨ من الطبعة الثانية) بالتفصيل وأقتصر في الأسطر التالية على محاولة تقصّي تاريخه نقلاً واختزالاً عن نفس المصدر.


ندين لابن جبير الأندلسي ودقّته المعهودة بأوّل ذكر مفصّل للمحراب خلال زيارته دمشق عام ١١٨٤ للميلاد (صفحة ٢٥٦ من "رحلة ابن جبير"):


"ومحرابه من أعجب المحاريب الإسلاميّة حُسْناً، وغرابةَ صنعة، يتّقدُ ذهباً كلّه. وقد قامت في وسطه محاريبٌ صغار متّصلة بجداره، تحفّها سويريّاتٌ مفتولاتٌ فتل الأسورة، كأنّها مخروطة، لم يُرَ شيءٌ أجمل منها، وبعضها حمرٌ كأنّها المرجان".   


هذا المحراب هو الوحيد بين محاريب الجامع الأربعة الذي نملك له توثيقاً مصوّراً قبل الحريق المذكور (Lallemand وسليمان الحكيم) ومنه نتحرّى قرابةً مع وصف ابن جبير وتشابهاً مع بواكير المحاريب المملوكيّة (كما في محراب مدرسة قلاوون في القاهرة). 


الاختلافات بين محراب الأموي قبل الحريق وبعده طفيفة لخّصها العقيلي كما يلي:


- المعالجة الجداريّة المحيطة بالمحراب واستبدال العمودين المشغولين من الرخام الأبيض المحزّز بعمودين من الرخام الأخضر الأملس.

- تبديل قبوة المحراب الملساء بقبوة مقرنصة (تدلّى عددٌ من القناديل من قبوة المحراب القديم كما يتجلّى من الصور السابقة للحريق).















Abdallah Manaz. Suriye'nin baskenti Sam'da Türk dönemi eserleri. Kültür Bakanligi, Ankara, 1992. 


No comments:

Post a Comment