تحمل الصورة الملحقة رقم ٥٠ في كتاب "آثار قديمة من سوريا وفلسطين وغرب عربستان" الصادر عام ١٩١٨ لمؤلّفه العالم الألماني Theodor Wiegand تحت رعاية أحمد جمال باشا. فيما يلي تعريب للنصّ المتعلّق بالصورة:
دمشق. صحن الجامع الأموي عن الدكتور Karl Wulzinger.
لم يبق من بناء الجامع الأموي الأصلي شيئ يذكر. استلزمت حرائق متكرّرة عبر القرون إعادة البناء عدّة مرّات وكان آخر هذه الكوارث حريق عام ١٣١١ (الموافق ١٨٩٣ للميلاد) وبالتالي استبدلت العناصر القديمة تدريجيّاً بعناصر مستحدثة ومع ذلك احتفظ الجامع بهيئته العامّة. يقع حرم الصلاة جنوب الصحن وتحيط هذا الأخير من جوانبه الثلاث المتبقّية أروقة معمّدة عالية وواسعة الامتداد. تعلوا أقواس مدبّبة دعائم pillars رباعيّة الوجوه ونرى زوجاً من النوافذ في أعلى القوس. تفصل النوافذ بعضها عن البعض الآخر أعمدة صغيرة وهذا التشكيل قديم. تذكّرنا هندسة الأبهاء بالنماذج البيزنطيّة إذ تلألأت هذه القاعات في الأصل بالفسيفساء الزجاجيّة الرائعة على خلفيّة مذهّبة صمّمها المعلّمون البيزنطيّون وتصوّر هذه الفسيفساء مناظر طبيعيّةً وأبنية وزخارف متكرّرة. ما بقي من هذه الزينة أقلّ القليل وحتّى هذا لربّما يعود لإضافات لاحقة. استعيض عن الفسيفساء التالفة في العهد المملوكي بترصيعات رخاميّة وسمّاقيّة متنوّعة وبالنتيجة تآكلت هذه الأخيرة وتمّ اللجوء للطلاء والجصّ لتزيين الأعمدة والجدران المعاصرة.
No comments:
Post a Comment