Sunday, August 4, 2019

العجمي وتطوّر أسقف البيوت الدمشقيّة

بيت فارحي-الدحداح

استعمال العجمي في تزيين الدور الشاميّة قديم ويعود لعهد المماليك. المصطلح يعني نوعاً من تقنيّة الطلاء يهدف إلى زخرفة وتجميل الخشب في أسقف البيوت الموسرة وجدرانها الداخليّة. انتشر العجمي إلى درجة كبيرة في القرنين السابع عشر والثامن عشر وأفضل الدراسات عنه حتّى اليوم كتاب Scharrhas (ثبت المراجع أدناه) الذي يعطي تفاصيل دقيقة عن كيف وأين ولماذا مع عدد كبير من الصور التاريخيّة والحديثة.

يمكن تمييز أربع مراحل من الأقدم إلى الأحدث في تطوّر أسقف البيوت الشاميّة كما يلي:

المرحلة الأولى
تميّزت هذه المرحلة بجذوعها الخشبيّة المعترضة المكشوفة والملوّنة. الصورة من سقف قاعة في بيت سعيد القوّتلي ونرى فيها جذوع خشب الحور المدعومة بألواح خشبيّة رقيقة ويتمّ تلوين المجموع بدقّة متناهية إلى درجة تجعلها أشبه ما تكون بالتطريز الشرقي. 

بيت سعيد القوّتلي


المرحلة الثانية
أصبحت الجذوع مؤطّرة وأغني زينة ويمكن إضافة المقرنصات إلى أطرها وزواياها. ساد هذا الطراز من العهد المملوكي وحتّى القرن الثامن عشر. الصورة بالأبيض والأسود أعلاه مثال على هذه المرحلة وهي من بيت فارحي-الدحداح التقطت أواخر سبعينات أو مطلع ثمانينات القرن العشرين. 

المرحلة الثالثة
نراى مثالاً عليها في بيبت الطيبي حيث جرت تغطية الجذوع (نراها في الصورة فوق القسم المتداعي) بألواح خشبيّة مسطّحة بهدف الحصول على سطح مستوٍ وملوّن غني بالزخارف الشرقيّة الرائعة. 

بيت الطيبي


المرحلة الرابعة والأخيرة
نرى هنا أحد أمثلتها في سقف قاعة في مكتب عنبر وتتبع نماذج الزيّ الجديد الذي انتشر من أوروبا إلى الإمبراطوريّة العثمانيّة في القرن التاسع عشر وحلّ فيها القماش (كنفا) محلّ الخشب المزخرف والملوّن.  

مكتب عنبر






Brigid Keenan & Tim BeddowDamascus: Hidden Treasures of the Old City. Thames & Hudson 2001. 

Elizabeth Macaulay-Lewis. Bayt Farhi and the Sphardic Palaces of Ottoman Damascus. American School of Oriental Research, 2018. 

Dorothée SackDamaskus. Entwicklung und Struktur einer orientalisch-islamischen Stadt. von Zabern, Mainz 1989.

Anke ScharrahsDamascene Ajami Rooms: Forgotten Jewels of Interior Design. Archetype Books 2013. 

No comments:

Post a Comment