الخريطة الملحقة للمدينة عام ١٩٣٦ عن Will الذي بدأ مقاله بتعريفٍ سريع بموقع المستوطنة الأصليّة التي استندت على بردى وقاسيون إلى الشمال الغربي من النهر وتربّعت على شبكة طرقات ربطتها مع سائر حواضر الشرق الأدنى في عدّة اتّجاهات كما يلي:
- إلى الغرب وفينيقيا (التسمية التي أطلقها اليونانيّون على الساحل الكنعاني): صور وصيدا وبيروت.
- إلى الجنوب نحو حوران وفلسطين وشرق الأردنّ والجزيرة العربيّة.
- إلى الشرق (العراق) والشمال الشرقي (الجزيرة).
- إلى الشمال (آسيا الصغرى).
توافرت للمدينة إذاً منذ القِدَم مصادر مائيّة أكثر من كافية للزراعة، ومناخٌ معتدل، وموقع مناسب للتجارة الدوليّة كمحطّة للقوافل وصلة وصل بين الساحل والداخل على تخوم بادية الشام.
هناك مع ذلك مآخذ على الموقع تعرّض لها Sauvaget بالتفصيل لن أكرّرها وأكتفي بالأحرى بالتذكير أنّه، إن حباها بما يكفي لازدهار مدينةٍ عظيمة، فهو لا يؤهّلها لتكون عاصمة إمبراطوريّة على المدى الطويل نظراً إلى بعدها عن مجرى مائي يسمح بملاحةٍ تستحقّ الذكر (كالفرات أو دجلة أو النيل). لا مناص أن يعترض البعض أنّ العهد الأموي شهد دمشق عاصمةً لإمبراطوريّةٍ مترامية الأطراف بيد أنّ الحروب الأهليّة لم تنقطع خلاله أوّلاً، ولم تكن المدينة عاصمةً على امتداده ثانياً (فضّل بعض الخلفاء الأموييّن قصور البادية ولجأ هشام إلى الرصافة ومروان الثاني إلى حرّان).
No comments:
Post a Comment