كُتِبَ الكثير عن وصف جامع دمشق الأموي وذكره في مختلف المصادر وعمارته وتاريخه والمعبد أو المعابد التي سبقته. يقتصر موضوع اليوم على قصّة اكتشافه وروّادها بدايةً من المستشرقين ومنتصف القرن التاسع عشر. لدينا اليوم عددٌ لا بأس به من الكتب الجيّدة عن الجامع بمختلف اللغات والأحجام منها ما هو بالعربيّة (كتاب الدكتور العقيلي مثلاً المتوافر أيضاً بالإنجليزيّة والألمانيّة) وبعضٌ من أفضلها وأجملها إخراجاً بلغات غربيّة (Degeorge). ليست القائمة التالية شاملةً ولم أقصد لها أن تكون كذلك. هدفي فقط التعريف بالأعمال الرائدة التي أسهمت بمعطياتٍ جديدة وسبرت ونقّبت على أرض الواقع وتجاوزت النقل والتلخيص والتعليق والنقد. المصادر وروابطها هي الآتية:
- ندين للنمساوي Kremer (١٨٥٤) بأوّل دراسة جديّة للجامع. كلّ ما سبقها حدس وتخمين وتكرار عن الأقدمين اللهمّ إلّا بعض الصور الضوئيّة الباكرة واللوحات التاريخيّة.
- أتى الإيرلندي Porter بعد سنة واحدة (١٨٥٥) ليزوّدنا بوصف وخريطةٍ للجامع أكثر دقّةً وإن كانت أفقر بالتفاصيل من زميله النمساوي كما سبق القول.
- فتح حريق الأموي عام ١٨٩٣ الباب على مصراعيه أمام علماء الآثار ممن وقفوا على الأنقاض الدارسة وتفحّصوها وأجروا قياساتٍ دقيقةً. للإنجليزي Spiers أكثر من مساهمة بين ١٨٩٥ و ١٩٠٥ وإليه ندين برسوم ومساقط ومخطّطات لا تقدّر بثمن ولا تزالُ مرجعاً يُسْتَشْهد به في الأسفار المعاصرة.
- الاسكتلندي Dickie: صاحب فضل في تقصّي آثار معبد المشتري (١٨٩٧) ورسم خريطته.
- السويسريّ الأصل من مواليد يافا Hanauer: درس الآثار الرومانيّة (كتب ١٩١١ و ١٩١٢) لهيكل المشتري ومحيطه في القيمريّة والتقط عدداً من الصور الضوئيّة ووثّق نقوشاً كتابيّة يونانيّة.
- الفرنسي Jalabert (١٩١٢): كتب عن النقوش الكتابيّة اليونانيّة في هيكل دمشق.
- الألمانيّان Wulzinger و Watzinger: جمعا معطياتهما بين تشرين أوّل أكتوبر ١٩١٧ وحزيران يونيو ١٩١٨ ونشرا كتابهما بجزأيه عام ١٩٢١ و ١٩٢٤. إليهما الفضل في اكتشاف الغامّا.
- الفرنسي Dussaud (١٩٢٢): جمع المعلومات عن الهيكل بدايةً بالآرامييّن ومروراً بالفرس والسلوقييّن. طرح فرضيّاتٍ مثيرة عن الكنيسة البيزنطيّة وقَبِلَ قصّة اقتسام الكنيسة لدى الفتح الإسلامي مخالفاً رأي Lammens. لنا أكثر من عودة إليه.
- البلجيكي Lammens: رفض قصّة اقتسام الكنيسة (١٩٢١) في الصفحتين ٨٦ - ٨٧ من كتاب La Syrie وعندما خالفه Dussaud ردّ عليه (١٩٣٠) في كتاب "دراسات عن القرن الأموي" (ص ٢٦٩ -٣٠٤).
- الفرنسي de Lorey: له الفضل في مقالٍ عن اكتشاف (بالأحرى إعادة اكتشاف) فسيفساء الأموي (١٩٣١).
- الألماني Herzfeld: وثّق كتابات سلوقيّة وسلجوقيّة في الجامع (١٩٤٨).
- السوري - الجزائري الأمير جعفر عبد القادر واكتشاف أبو الهول المجنّح في أساس جدران الجامع (١٩٤٩).
- الفرنسي Seyrig. أعاد النظر في تأريخ بناء الهيكل الروماني استناداً إلى النقوش الكتابيّة اليونانيّة
- الإنجليزي Creswell. إسهاماته في تأريخ وتوثيق العمارة الإسلاميّة غنيّة عن التعريف. أقتصر هنا على رأيه في موضوع اقتسام الهيكل (وليس الكنيسة) وتدشين مسجد الصحابة في مطلع الفتح الإسلامي (١٩٥٨).
- السوري عبد القادر الريحاوي ١٩٦٠ عن فسيفساء الأموي و ١٩٦٣عن سبر وتأريخ بلاط صحن الجامع.
- الإيرلندي Flood (٢٠٠٠ - ٢٠٠١). ركّز على عناصر معيّنة في زخرفة الفسيفساء وتعرّض إلى الكرمة المندثرة على جدار الحرم (التي يجهل كثيرون وجودها) وساعات الجامع ومحيطه (بما في ذلك قصر الخضراء) وتاريخه وأسهم بدراسة مقارنة مع النموذج البيزنطي الذي استوحى منه - في رأيه - واجهة الحرم.
- السوري عدنان البنّي. له دراسة بالفرنسيّة صدرت عام ٢٠٠٤ تعكس أعمال التنقيب في مطلع ستّينات القرن العشرين في صحن الجامع والتي أسفرت عن أسس قدس الأقداس ومزيد من الاكتشافات المثيرة أثناء ترميمٍ في مطلع التسعينات.
- مؤرّخة فنّ (السيّدة Simonis) وكتيّب جميل بالفرنسيّة عن قصّة كشف ونسخ فسيفساء الجامع الأموي (٢٠١٢).
- فريق فرنسي (Eychenne و Meier و Vigouroux) أجرى دراسة مفصّلة (عام ٢٠١٨) شملت معلوماتٍ لا تقدّر بثمن عن طبوغرافيا دمشق المملوكيّة داخل وخارج السور في مطلع القرن الخامس عشر للميلاد انطلاقاً من مخطوطة أثريّة لوقفيّة الجامع الأموي فُقِدَ أصلُها مع الأسف.
- فريق ألماني إيطالي Rambach و Hirschler و Vollandt ودراسة مفصّلة عن وثائق قبّة الخزنة (٢٠٢٠) التي سبق وتعرّض إليها الراحل حبيب زيّات.
- البيروتيّ المولد آلان فؤاد جورج. دراسة رائدة عن الجامع تركّز على فترة بنائه مع محاولة لتصوّر وضعه الأصلي وتحديد إطاره التاريخي استناداً إلى أحدث اكتشافات التنقيب وروايات المؤرّخين واللوحات التاريخيّة وبواكير الصور الضوئيّة. جهد المؤلّف أيضاً في تفسير الفسيفساء وسائر عناصر الجامع الجماليّة وأعاد النظر في بعض المسلّمات (قبّة الخزنة مثلاً).
- السوري همام سعد. أشرف عام ٢٠٠٩ على تنقيب وسبر بيت شرق الجامع الأموي وضمن السور الخارجي لهيكل المشتري. أسفرت الحفريّات عن بقايا معبد روماني صغير يتقدّمه رواقٌ معمّد ويعود إلى منتصف القرن الثاني للميلاد بدلالة نقش كتابي يوناني. نشرت مجلّة Syria مقالاً مفصّلاً عن هذا الاكتشاف الفريد عام ٢٠٢٢.
الرسم الملحق عن Kremer.
No comments:
Post a Comment