Wednesday, March 20, 2024

عن موقع كنيسة دمشق الملكيّة


لا يوجد أدنى شكّ أنّ الكنيسة الملكيّة basilique أو كاتدرائيّة يوحنّا المعمدان لم تحتلّ كامل المساحة التي شغلها الهيكل téménos الوثني قبلها وإلّا لكانت أكبر الكنائس قاطبةً وقتها. للمقارنة كانت كاتدرائيّة آيا صوفيا في القسطنطينيّة الأكبر في العالم عندما بنيت في القرن السادس للميلاد ومع ذلك شغل الجامع الأموي - الذي حلّ محلّ الهيكل - بما فيه الصحن ضعفيّ المساحة التي احتلّتها كنيسة جستنيان البديعة. 

بالمقابل هناك براهين لا تقبل الدحض على أنّ الكنيسة تواجدت فعلاً وأقواها النقش الكتابي الشهير على ساكف بوّابة مدخلها الجنوبي. السؤال إذاً أين كانت هذه الكنيسة؟ حاول الدكتور طلال العقيلي الإجابة (الصفحات ٣٣ - ٤٢ من الطبعة الثانية لكتابه عن الأموي) بعد التعرّض لمطارحات من سبقوه في هذه المضمار.


Wulzinger & Watzinger


- احتلّت الكنيسة حسب Wulzinger و Watzinger، ومن بعدهما Dussaud، امتداد الجدار الجنوبي للهيكل ويعزّز هذا الرأي البوّابة الثلاثيّة والكتابة آنفة الذكر على ساكفها. يرى أصحاب هذه النظريّة أنّ الوليد حوّل الكنيسة -بما فيها المجاز المعترض كما أفاد Dussaud - كما هي إلى جامع مع بعض التعديلات التي لم تمسّ المخطّط العامّ وأهمّها إضافة قبّة النسر. 


Creswell

- افترض Creswell أنّ موقع الكنيسة كان في القسم الغربي من صحن الجامع الحالي وقَبِلَ الرواية القائلة بمشاركة المسلمين (جامع الصحابة) والمسيحييّن في البناء إلى أن بُنِيَ جامع الوليد بيد أنّه ارتأى أنّ ما تمّت مشاركته هو الحرم الوثني téménos وليس الكنيسة. أيّد Degeorge (صفحة ٢٤٥) هذا الرأي وطرح احتمال أنّ ما حصل تمثّل بكل بساطة بتحويل قدس الأقداس (cella أو naos) إلى كنيسة. 


Van Berchem


- شغلت الكنيسة في مذهب Max Van Berchem المجاز المعترض وتوجّهت شمال - جنوب. يؤخذ على هذا الطرح عدم تطابق محور المجاز المعترض مع البوّابة المثلّثة الجنوبيّة. 


طلال العقيلي


- تمثّل الحلّ بالنسبة إلى العقيلي في اختيار الطرف الجنوبي الغربي للهيكل مكاناً للكنيسة مستنداً بذلك إلى تفسيره للقرائن المعماريّة + الروايات القائلة بتقاسم البناء الذي يدخله المصلّون من الجنوب قبل أن ينعطف المسلمون إلى اليمين شرقاً باتّجاه مسجد الصحابة والمسيحيّون إلى اليسار غرباً باتّجاه كنيستهم. رأينا سابقاً كيف ولماذا رفض الأب اليسوعي Lammens هذه الرواية. 


الخلاصة لا يعرف أحدٌ يقيناً أين تواجدت الكنيسة بالضبط أمّا الهيكل فلدينا ما يكفي من الأدلّة لتحديد مكانه بدقّة. الموضوع أكثر صعوبةً بالنسبة إلى مكوّنات الهيكل الخارجيّة (أي بين السورين ولنا عودة إليها) أو الداخليّة وأهمّها قدس الأقداس الذي تعرّض إليه عدنان البنّي ودرسه George بالتفصيل كما سنرى لاحقاً. 









Max van Berchem.  Notes archéologiques sur la mosquée des Omeyyades. Bulletin d'études orientales. T. 7/8 (1937-1938)

K.A.C Creswell. A Short Account of Early Muslim Architecture 1958 (p. 43-81). 

Gérard Degeorge. La grande mosquée des Omeyyades à Damas. Actes Sud 2010. 

René DussaudLe temple de Jupiter Damascénien et ses transformations aux époques chrétienne et musulmane. Syria 1922 (p. 219-250). 

Alain George. The Umayyad Mosque of Damascus: Art, Faith and Empire in Early Islam. Gingko 2021. 

Wulzinger & WatzingerDamaskus, die antike Stadt 1921 (p. 3-42). 

No comments:

Post a Comment