Saturday, March 2, 2024

فسيفساء الجامع الأموي منتصف القرن التاسع عشر

 

Creswell

وصف Kremer (صفحة ٤٧) ما رآه أو وصل إلى سمعه (١) من فسيفساء الجامع كما يلي: 


بقي أن نتعرّض لإثنين من بقايا الفنّ البيزنطي المثيرة للفضول ألا وهما قطعتيّ الفسيفساء على الجانبين الشرقي الشمالي للبنية التحتيّة لقبّة النسر (٢).


روى الكتّاب العرب أنّ جدار البناء بكامله كان مكسوّاً بالفسيفساء. مع الأسف اندثرت غالبيّتها مع غوائل الزمن أضف إليها نزعة المسلمين للتدمير (٣). لا تتجاوز رقعة القطعتين الباقيتين أذرعاً قليلةً بيد أنّها مع ذلك تشهد على الفنّ الرفيع والعمل المتقن وراء إنجازها وتزيد حزننا على ما تلف إلى غير عودة. تقع القطعة الأولى على الجدار الشمالي للجامع ونرى فيها نخيلاً وأحراجاً من الغار بينها قصور بيزنطيّة مسطّحة الأسقف. يقتصر ما نراه في القطعة الثانية على الأحراج والنخيل (٤). لا تزال ألوان الفسيفساء زاهية وكأنّها جديدة، رغم تعرّضها للشمس والمطر. أخبرني أحد رجال الدين الروم من مواليد دمشق عن ترميمٍ داخل الجامع عندما كان صبيّاً يافعاً وكان بإمكان أي إنسان أن يدخل إلى الحرم، حتّى المسيحييّن واليهود. قال لي أيضاً أنّه كثيراً ما أمّ الجامع ليأخذ ملء يديه من الحجارة الملوّنة المتساقطة من جدار الصحن ويستعملها في ألعابه. 


يجمع كتّاب العرب أنّ الفسيفساء أتت من الروم.    







(١) من الفسيفساء ما كان مخفيّاً تحت كسوة من الجير أزيلت في عهد الانتداب الفرنسي ومنها ما كان مندثراً لدى زيارة Kremer ومنها ما ظهر بعضه في لوحة Spiers واندثر في حريق الأموي عام ١٨٩٣. 


Spiers

(٢) لا أعتقد أنّ المقصود الفسيفساء في لوحة Spiers المذكورة على اعتبار أنّها داخل الحرم. الأرجح كون الإشارة إلى القطعتين الظاهرتين في صورة Creswell الملحقة (أعلاه) عام ١٩٢٦ (قارن مع صورة Bedford عام ١٨٦٢). 


Bedford

(٣) الكلام للمؤلّف النمساوي استناداً لتعريبي عن ترجمة غوغل للأصل الألماني.  

(٤) ليس بالضبط، إذا كان فهمي للقطعتين اللتين قَصّدّهما صحيحاً: قارن مع الصورة الملوّنة الحديثة بعد الترميم.













Alfred von KremerTopographie von Damascus

No comments:

Post a Comment