Saturday, March 16, 2024

هيكل المشتري في دمشق: الحيّز الديني والحيّز الدنيوي

 


نقلاً عن Dussaud:


يلبّي ترتيب سور الحرم المزدوج -  تصميم سوري - احتياجات العبادة  ويسمح في نفس الوقت للعامّة باجتياز مركز المدينة من الشرق إلى الغرب. هناك أيضاً الفائدة التجاريّة المستمدّة من إحاطة السوق بالهيكل ممّا يجعله ممرّاً إجباريّاً للعابرين وقاصديّ الحرم.   


الترتيب المتمثّل في باحةٍ مزدوجة أمام الهيكل شائعٌ في المعابد السوريّة وإن جرت العادة أن تنتظم الباحتين الواحدة تلو الثانية وليس أن تكونا متّحدتيّ المركز concentriques كما هو الحال في دمشق. الباحة الخارجيّة (الحيّز الدنيويمفتوحة للجميع أمّا سور الهيكل péribole (الحيّز الديني) فدخوله وقفٌ على الكهنة والمؤمنين المطهّرين، كما هو الحال في القدس.


يشترك الهيكل والسوق، ليس فقط في وحدة المخطّط، وإنّما أيضاً من الناحية العضويّة كما تنصّ كتابات البناء: شُيّدَ السور الخارجي والغامّا على نفقة المعبد وهما بالتالي ملكه وستعمّ المنفعة في الحيّ الذي انتشر شيئاً فشيئاً بين سوريّ الهيكل حتّى العهد المسيحي. 

      



تعود الصورة الجويّة الملحقة عن Wulzinger و Watzinger إلى ١٩١٧ - ١٩١٨ ونميّز عليها بوضوح الجامع الأموي (الحرم) والمستطيل الكبير حوله الذي يحدّده سور الهيكل الخارجي. أرفق للمقارنة خريطة الموقع عن Sack مرفقةً بنقاط العلّام لإيضاح ما قصده Dussaud بتعبير "الحيّز الدنيوي" بين سوريّ المعبد:


١. في الشمال والغرب: رقم ٦.٦ (حمّام الملك الظاهر) و ٦.٧ (المدرسة الظاهريّة)

٢. الشمال والشرق: حمّام أسامة أو سامي (٦.١٣) ويقابله مباشرة إلى الغرب المدرسة البادرائيّة (٦.١٢). 

٣. الجنوب والغرب: خان الحرير أو قيساريّة درويش باشا (٦.٣٩). 

٤. الجنوب والشرق: جامع القاري أو السفرجلاني (٦.٦٥). 








Dorothée SackDamaskus. Entwicklung und Struktur einer orientalisch-islamischen Stadt. von Zabern, Mainz 1989.

No comments:

Post a Comment