Friday, March 1, 2024

مقصورة معاوية

 


تُنسب أوّل مقصورة في جامع إسلامي إلى معاوية بن أي سفيان وهناك ذكر مختصر لها في حاشية موزّعة على صفحتين (٤٦ - ٤٧) حاول فيها Kremer شرح معنى "مقصورة" في سياق الحديث عن مقام النبي يحيى (يوحنّا المعمدان) في حرم صلاة الجامع الأموي. أنقل المقطع التالي عن المؤلّف (تعريب لترجمة غوغل للأصل الألماني) وأترك التعليقات للحواشي:


أساء معظم المستشرقين الأوروپييّن فهم كلمة المقصورة التي ترجموها إلى ممرّ أو بهو gallery بينما هي بكل بساطة مكان منفصل ضمن قاعة الجامع الكبيرة كثيراً ما يحاط بشبكة lattice خشبيّة تحيط ضريح شخص مبجّل ويعلوه عادةً سقف مقبّب صُنِعَ أيضاً من الخشب. نرى مقاصيراً من هذا النوع في كلّ الجوامع عمليّاً وكثيراً ما تُدْعى "روضة". يملك جامع بني أميّة الكبير أحد أكبر المقاصير وراء قبّة النسر وهناك مقصورتان إضافيّتان إحداهما مقصورة معاوية (١) - أوّل مقاصير الإسلام - بطول ٤٤ شبر وعرض ٢٢ شبر. المقصورة الثانية (٢) إلى الغرب منها وهي المتواجدة وراء قبّة النسر التي بنيت لدى توسيع الجامع. المقصورة الثالثة شرقيّة (٣) حيث يتجمّع الحنفيّون للاستماع إلى الخطب ولهذه المقصورة أربعة أبراج تسمّى باب الزيادة وباب النطفانييّن وباب البريد وباب جيرون، حسب أسماء مداخل الجامع الأربعة. يمتدّ رواقٌ معمّد colonnade عريض من الجانب الغربي للمقصورة ليؤدّي إلى بوّابة الكنيسة القديمة وهي اليوم مسدودة.     








(١) تمّ الدخول إلى مقصورة معاوية من قصر الخضراء عبر باب خاصّ (باب الخضراء) في القسم الشرقي من جدار الجامع القبلي حسب تصوّر الدكتور Flood:


االجامع الأموي وقصر الخضراء حسب فلود


(٢) علّ المقصود رقم ٦ على رسم Kremer (الوحيد الذي يحمل اسم "مقصورة") لصيق المحراب الرئيس من جهة الشرق. 

(٣) لربّما كان الرواق المعمّد المقصود هو الذي وصف Porter بقاياه بعد سنة من Kremer ولكنّه يتّجه من باب الزيادة نحو الجنوب وبالتالي فهو غربي وكذلك المقصورة التي يتّصل معها. أضف إلى ذلك أنّ محراب الحنفيّة كما ذكر المؤلّف هو المحراب المركزي أو الرئيس. ما هو مؤكّد أنّ  المحراب المركزي يقع ضمن حدود باب الكاتدرائيّة الجنوبي المسدود كما يوضح رسم Spiers. هناك مخطّطات أحدث للجامع في كتاب طلال العقيلي وغيره. من المؤسف أنّ Kremer حدّد على مخطّطه مكان مقصورة واحدة من المقاصير الثلاث المزعومة (إذا استثنينا "مقصورة" مقام النبي يحيى) وأشكّ أنّه شاهدها فعلاً.










Alfred von KremerTopographie von Damascus


No comments:

Post a Comment