لا يوجد في دمشق القديمة تلالٌ تستحقّ الذكر ولا يتجاوز ارتفاع "التلال" على خريطة Sack الملحقة (ثلاثةٌ منها شمال الشارع المستقيم هي سفل التلّة، القيمريّة، تحت القناطر وواحدٌ جنوبه هو السمّاكة) ٧٢٢ - ٧٢٥ متراً عن سطح البحر - كما نوّه Will - مقارنةً مع سائر المدينة الذي يبلغ ارتفاعه الوسطي٧٢٠ متراً. ليس ذلك فحسب، يشغل هيكل المدينة أحد أخفض الأماكن في الموقع بارتفاع لا يتجاوز ٧١٩ - ٧٢٠ متراً ممّا يخالف العادة المتّبعة عموماً في الشرق الأدنى (بعلبك، تدمر، القدس) وغيره (أثينا ورومية). احتمال وجود بقايا المدينة الآراميّة تحت تورّمات دمشق التي ندعوها تلالاً واردٌ طبعاً بيد أنّ إثباتَهُ بالتنقيب في عاصمةٍ تزخر البشر والحجر أمرٌ من الصعوبة بمكان.
بيّنت الحفريّات في الباب الشرقي وغيره أنّ المدينة الرومانيّة ترقد على عمق ثلاثة إلى أربعة أمتار تحت مستوى الأرض الحالي أمّا سابقتها الآراميّة فلم تصلها الأسبار بعد باستثناء المجسّم البازلتي (أبو الهول المجنّح) الذي عُثِرَ عليه في أسس جدار الحرم الشمالي في أربعينات القرن العشرين.
ذكر سفر أعمال الرسل (الإصحاح التاسع، الآية الحادية عشرة) شارع دمشق المستقيم الذي يمتدّ من الشرق إلى الغرب على طول يقارب كيلومتراً ونصف الكيلومتر على مسافةٍ تتراوح بين خمسمائة إلى ستمائة متر إلى الجنوب من بردى. ليس هذا الشارع مستقيماً تماماً فهناك انحنائين طفيفين على مساره احتيل عليهما برفع قوسين (عقدين arcs) في العهد الروماني. يهبط مستوى المدينة قليلاً من الشارع المستقيم باتّجاه الشمال نحو بردى ومن الغرب إلى الشرق.
يتبع.
Dorothée Sack. Damaskus: Entwicklung und Struktur einer orientalisch-islamischen Stadt
No comments:
Post a Comment