Saturday, February 1, 2020

صحن البيت الشامي


الصورة العلويّة ملتقطة باتّجاه الشمال والشرق وبالضغط عليها نميّز في الخلفيّة مئذنتي جامع بني أميّة الكبير الجنوبيّتين (قايتباي في الغرب وعيسى في الشرق) وهي من محموعة البارون Oppenheim لبيت منيّر  Muneijir  في الشاغور الجوّاني (شارع نزلة حمّام القاضي مقابل جامع القلعي). قام المستشرق كما رأينا بفكّ قاعة منه وشحنها لإعادة تجميعها في ألمانيا ودمّرت لاحقاً في قصف الحلفاء خلال الحرب العالميّة الثانية.

الصورة الثانية لصحن الجوّاني في هذا البيت والوصف التالي مأخوذ بتصرّف عن Scharrahs لصحن البيت الشامي عموماً.

يتعيّن على زائر البيت الدمشقي أن يدخل عبر دهليز طويل مظلم ينعطف في زاوية أو اثنتين وأحياناً مروراً بصحن البرّاني قبل أن يصل إلى الجوّاني والهدف دوماً المحافظة على خصوصيّة هذا الأخير وحجبه عن نظرات عابريّ السبيل في أزقّة المدينة. 

تتوسّط بحرة زمع نافورتها صحن الجوّاني المبلّط بالحجارة المتعدّدة الألوان والمزيّن بالنباتات الخضراء النضرة التي يفوح منها عبير الورد والياسمين والليمون والنارنج وكثيراً ما نرى الأزهار تغطّي جدراناً بكاملها علاوة على وجود تعريشات الدوالي التي تشكّل في بعض الدور سقفاً أخضر يوفّر الفيء في الأيّام الحارّة المشمسة. 

تطلّ عدّة نوافذ مزوّدة يشبك معدني على الصحن وهذه الشبابيك منتظمة في طابق أو إثنين أمّا عن الغرف (القاعة والمربّعات) فيتمّ الدخول إليها من الصحن مباشرة في الطابق الأوّل وباستعمال درج خارجي على الأغلب للطابق الثاني وهي ليست مفتوحة بعضها على البعض الآخر. يهيمن الإيوان العالي على سائر الغرف وتمّ التعرّض إليه في منشور مستقلّ.

للبيت الشامي التقليدي صحن واحد على الأقلّ تتمركز القاعة والمربّعات والإيوان حوله وللبيوت الموسرة أكثر من صحن وفي هذه الحالة يكون الجوّاني هو الأكبر والأفخم مع وجود استثناءات كما في بيت فارحي الذي تتحلّق مكوّناته حول أربع صحون أكبرها البرّاني (دون اعتبار صحن صغير يشكّل قسماً من مدخله الجنوبي).

الصورة الثانية لصحن الجوّاني في بيت منيّر ويظهر فيها الإيوان والبحرة وبلاط صحن الجوّاني الجميل. 






Elizabeth Macaulay-Lewis. Bayt Farhi and the Sphardic Palaces of Ottoman Damascus. American School of Oriental Research, 2018. 


Anke Scharrahs. Damascene 'Ajami Rooms. 2013

No comments:

Post a Comment