طال الهدم الكثير من دور دمشق التاريخيّة مع شديد الأسف ولحسن الحظّ لم يكن قصر ناظم باشا في المهاجرين أحدها. جرى البناء بين ١٩٠٢-١٩٠٤ وكان مقرّاً للوالي حسين ناظم باشا وتمّ بيع الدار لاحقاً لوهبة خورشيد باشا المصري بمبلغ خمسة آلاف ذهبيّة عثمانيّة وإليه تنسب التسمية الثانية "قصر خورشيد" واعتقد البعض خطأً أنّ خورشيد هذا كان مهندس العمارة الذي صمّم القصر.
ذكر البارودي أنّ ناظم باشا اكترى منزلاً من عائلته في القنوات للأعوام ١٨٩٥-١٩٠٢ ولا يوجد ذكر لقصر المهاجرين قبل ١٩٠٤ (Baedeker) ومن ثمّ ١٩٠٥ عن الخارجيّة الألمانيّة.
تحوّل القصر إلى مقرّ رسميّ لأحمد جمال باشا وقيادة الجيش خلال الحرب العظمى واعتباراً من ١٩١٥ حتّى ١٩١٨ عندما أصبح مشفىً عسكريّاً تحت ولاية (؟!) جمال باشا المرسيني. أقام فيه الملك فيصل عندما توّج على سوريا في آذار ١٩٢٠ حتّى غادر البلاد بعد ميسلون في تمّوز من نفس العام. أصبح القصر مقرّاً لسفارة المملكة العراقيّة في فترة بين الحربين وأخيراً قصراً جمهوريّاً من الأربعينات إلى السبعينات.
تنتمي الشرفة-السطح على يمين الصورة أعلاه (دليل دمشق عام ١٩٤٩) إلى بناء الدكتور سعيد السيوطي الواقع على الطرف الشمالي للشارع مقابل القصر وكان هذا البناء موقعاً استراتيجيّاً لمشاهدة الاستقبالات الرسميّة واستعراض حرس الشرف من قبل رؤساء سوريا ولا زلت أذكر الراحلين الدكتور نور الدين الأتاسي ومن بعده الرئيس حافظ الأسد مع ضيوفهما العرب والأجانب والفرقة الموسيقيّة ومعزوفاتها من النشيد الوطني والأنغام التي يسير على إيقاعها الجنود ببزّاتهم الرسميّة الرائعة.
الصورة الثانية من مجموعة Gertrude Bell أقدم وتعود لعام ١٩٠٥.
قتيبة الشهابي. دمشق تاريخ وصور الطبعة الثانية ١٩٩٠ عن مؤسّسة التوري ومطبعة محمّد هاشم الكتبي.
Stefan Weber. Ottoman Modernity and Urban Transformation 1808-1918. Proceedings of the Danish Institute in Damascus V 2009.
No comments:
Post a Comment