تأسّس هذا المجمع أو الأكاديميّة العربيّة كما رأينا في العهد الفيصلي واتّخذ المدرسة العادليّة الكبرى داخل سور المدينة مقرّاً له لعشرات من السنوات قبل أن ينتقل إلى مكانه الحالي في غرب المالكي.
للمدرسة العادليّة تاريخ حافل كملاذ للعلماء عبر القرون ومنهم أبو شامة (١٢٠٣-١٢٦٧ م) صاحب كتاب "الروضتين في أخبار الدولتين الصلاحيّة والنوريّة" وابن خلّكان (١٢١١-١٢٨٢) مؤلّف "وفيّات الأعيان وأنباء أبناء الزمان" وابن مالك (١٢٠٤-١٢٧٤) المشهور بألفيّته والذي درّس فيها وابن خلدون (١٣٣٢-١٤٠٦) كاتب المقدّمة أو "العبر وديوان المبتدأ والخبر.." الذي نزل في العادليّة خلال زيارته دمشق وقابل تيمورلنك و"مسح الجوخ" له قبل أن يطلق هذا الأخير العنان لأجلافه ويستبيح المدينة.
ترأّس العلّامة وصاحب خطط الشام محمّد كرد علي المجمع ١٩١٩-1953 (أي حتّى وفاته) وتلاه الشاعر وكاتب نشيد سوريا الوطني خليل مردم بك ١٩٥٣-١٩٥٩ ومن ثمّ الأمير مصطفى الشهابي ١٩٥٩-١٩٦٨ فالدكتور حسني سبح ١٩٦٨-١٩٨٦ فالدكتور شاكر الفحّام ١٩٨٦-٢٠٠٨ (الرابط أدناه) ليضفوا إلى مجد العادليّة الغابر مساهمتهم المشكورة في العصور الحديثة.
انتقل المجمع العلمي بالنتيجة من العادليّة ولكنّه أبقاها مخزناً لمخلّفاته وكان ترميمها سائراً على قدمٍ وساق عندما وصفها العلبي في أواخر ثمانينات القرن الماضي.
ألحق ضمن الروابط موقعاً لتحميل أعداد مجلّة المجمع ١٩٢١-٢٠٠٢.
الصور الملحقة بعدسة المستشرق الألماني Oppenheim التقطت منذ حوالي القرن. تبدوا قاعة المحاضرات في الصورة السفليّة من اللوحة الأولى.
أكرم حسن العلبي خطط دمشق دار الطبّاع ١٩٨٩
No comments:
Post a Comment