Friday, February 28, 2020

بناء الهاتف الآلي


يعود أوّل دليل تليفون لدمشق أذكره إلى ستّينات القرن العشرين ولا يعني هذا بالطبع كونه الأقدم. كان الرقم خماسيّاً وقتها وانصرمت عشر سنوات أو نحوها بين هذا الدليل والدليل الأقلّ جودة الذي تلاه في السبعينات عندما أصبح الرقم سداسيّاً. 

كان الهاتف (مع التلفزيون والراديو والبرّاد والغسّالة) واسع الانتشار في الشقق السكنيّة في ذلك الوقت رغم العقبات الييروقراطيّة أمّا عن الأماكن العامّة والبزنس فلم يخل منه متجر أو بقّاليّة ناهيك عن الشركات والمؤسّسات ومكاتب المهنييّن. 

لم تكن الأمور بهذا اليسر عندما صدر دليل دمشق عام  ١٩٤٩ وعلى الأغلب كانت الأغلبيّة العظمى من البيوت السكنيّة إن لم نقل جميعها عمليّاً تجهله إذا أخذنا بعين الاعتبار غيابه في عيادات أغلبيّة الأطبّاء وقتها ومعظم الصيدليّات. 

تمتّعت دوائر الحكومة والمفوّضيّات والقنصليّات والصحف والمجلّات ووسائل النقل وشرطات الطيران والمصارف ودور العرض والفنادق والشركات وكثير من التجّار وعدد من المطاعم بهواتف وكان حظّ المحامين منها أكبر من الأطبّاء بينما لم تعرفها محلّات الخياطة عموماً ولا المقاهي (باستثناء البرازيل) ولكن أكثر ما أدهشني هو غيابها في جميع أقسام الشرطة دون استثناء أو على أقلّ تقدير عدم ذكر رقم هواتف هذه الأقسام (أستبعد إغفالها لو كانت موجودة). 

أغلب الأرقام أدرجت كما يلي: **-** وبعضها **-*-* ويخيّل لي أنّها لم تكن أرقاماً مباشرة وأنّ الاتّصال استلزم وساطة عامل أو عاملة الهاتف "السنترال" كما كنّا نفعل في الماضي في الاتّصالات الخارجيّة. 

البناء في الصورة أعلاه لا يزال موجوداً على شارع النصر. 





No comments:

Post a Comment