Saturday, February 8, 2020

أسقف الدور الشاميّة


القاعة أكثر غرف البيت الشامي بهاءً ورأينا أنّها مؤلّفة من قسم منخفض يدعى العتبة تتوسّطه عادة بحرة صغيرة وآخر يرتفع عنه حوالي نصف المتر يدعى الطزر وهو مكان الجلوس والاستقبال. جميع القاعات لها عتبة واحدة ولمعظمها طزر واحد ويمكن أن تحتوي البيوت الباذخة على قاعة ذات طزرين أو حتّى ثلاثة تتوزّع على أطراف العتبة كما في بيت جبري أو ما أسماه البارون Oppenheim بيت وزير. أخذت الصور الملحقة بعدسة المستشرق الألماني قبل حوالي المائة عام.

تبدي الصورة الأولى ثلاثة أسقف -أو بالأحرى أجزاءً من ثلاثة أسقف- متتالية يتوسّط فيها سقف العتبة الأكثر ارتفاعاً سقفيّ طزرين كما نرى فيها ثلاثة أقواس مدبّبة تفصل سقف العتبة عن أسقف الطزرات الثلاثة (لا يظهر سقف الطزر الثالث على يمين الناظر). 

يعتبر القوس الفاصل بين توزيعات القاعة أحد العناصر العماريّة الأساسيّة سواءً من ناحية زخرفيّة أو بنيويّة وكثيراً ما يكون مصنوعاً من الحجر المرصّع بالمعجون الحجري ويمكن أيضاً أن يكون خشبيّاً لا يقلّ جمالاً وغنىً عن نظيره الحجريّ. يتألّف القوس من فضائين مثلّثييّ الشكل (spandrel بالإنجليزيّة يقابلها بالفرنسيّة écoinçon ولم أنجح بالعثور على تعبير عربي مكافىء) في الزاويتين بين السقف والجدار يمكن أن يتّصلا مباشرة في الوسط أو يمكن أن يفصل بينهما عنصر أفقيّ. 


الصورة الثانية لسقف إحدى الطزرات الثلاث بجذوعه الجميلة المؤطّرة والمقرنصات الموزّعة على محيطها. 







 Brigid Keenan & Tim BeddowDamascus: Hidden Treasures of the Old City. Thames & Hudson 2001. 


Anke ScharrahsDamascene Ajami Rooms: Forgotten Jewels of Interior Design. Archetype Books 2013. 

No comments:

Post a Comment