Monday, February 24, 2020

مؤسّسة مياه عين الفيجة


هناك خلاف على بداية تنظيم توزيع المياه إلى دمشق كخدمة عامّة إذ حدّدها René Tresse بعام ١٨٩٢ بينما ارتأى M. L. Gross أنّ هذا التاريخ يعود بالأحرى لعام ١٩٠٣. في كلّ الأحوال لا جدال في كون الوالي حسين ناظم باشا رائداً في هذا المضمار وإليه يعزى جرّ مياه عين الفيجة إلى دمشق من مصدرها الواقع على بعد ٢٣ كيلومتراً غرب المدينة ممّا سمح للمرّة الأولى ببناء أحياء جديدة شمال نهر يزيد. حصل هذا في العقد الأوّل من القرن العشرين. 

كانت هذه الخطوة حدثاً جللاً في وقتها ولكنّها لم تكن حلّاً لتزويد عاصمة الأموييّن المتوسّعة باستمرار على المدى البعيد حيث أنّ كميّة المياه لم تتجاوز الألفين متر مكعب واحتياجات دمشق تجاوزت هذا بكثير خصوصاً إذا أخذنا بعين الاعتبار تلوّث بردى بفضلات المدينة بعد المرور بها.

المشكلة إذاً ذات شقّين: الأوّل تأمين المياه النظيفة والثاني التخلّص من المياه الملوّثة والشقّ الثاني لا يقلّ أهميّة عن الأوّل نظراً لعدم وصول شبكة الصرف الصحّي لمعظم البيوت الشاميّة حتّى العقد الأوّل من عهد الانتداب الفرنسي. أدّى غياب السياقات إلى الحدّ من توسّع المدينة وكان معدوماً في اتّجاه الشرق من الناحية العمليّة. 

تمّ حلّ هذه المضلة المزدوجة "تزويد-تصريف" في عهد الانتداب وبالنسبة للشقّ الأوّل تأسّست لجنة عين الفيجة عام ١٩٢٢ وأنجز المشروع الذي كان لدولة السيّد لطفي الحفّار اليد الطولى في نجاحه عام ١٩٣٢. بلغت الكلفة ٢،٧ مليون ليرة ذهبيّة عثمانيّة وبلغ عدد المشتركين خمسة عشر ألفاً أضف إلى استهلاكهم ٦٥٠٠ متر مكعب خصّصت لمناطق عسكريّة و ٣٠٠٠٠ متر مكعب لسبلان المدينة. أشرف على زينة وزخرفة البناء الجميل على شارع النصر الفنّان محمّد علي الخيّاط "أبو سليمان" وأولاده (المزيد من المعلومات عن البناء في الرابط أدناه).  









Arnaud, Jean-Luc. Damas : urbanisme et architecture. Sindbad 2006. 

Gross M.L. Ottoman Rule in the Province of Damascus 1860-1909. Georgetown University 1979.

Tresse, René. L'Irrigation dans la Ghouta de Damas. P. Geuthner, 1929. "Revue des études islamiques.

1 comment:

  1. This comment has been removed by a blog administrator.

    ReplyDelete