أخذت اللقتطان أعلاه بعنوان "صور شوارع" دون تحديد الموقع قبل قرابة القرن بعدسة المستشرق الألماني Oppenheim. لم أستطع تحديد الصورة على يمين الناظر أمّا الثانية فهي لجامع القاري ما في ذلك من شكّ.
عمائر القرن السابع عشر في دمشق أو على الأقلّ ما وصلنا منها قليلة مقارنة مع القرن الذي سبقه والقرن الذي تلاه وهذا الجامع أحدها. الموقع بين مئذنة الشحم والقيمريّة وهو ليس بالبعيد عن مكتب عنبر والبناء يعود لعام ١١١١ للهجرة (الموافق ١٦٩٩-١٧٠٠ للميلاد) أمّا عن الباني فهو الشيخ عمر بن يحيى السفرجلاني ومع ذلك لم يسمّى الجامع باسمه وإنّما عرف باسم الحمّام الذي يقابله إذ دعاه الناس "جامع حمّام القاري" ثمّ اختصرت هذه التسمية إلى جامع القاري. كان لآل القاري في تلك المنطقة علاوة على الحمّام مدرسة وعمارات كثيرة تعود لأواخر العهد المملوكي (الخزانة الشرقيّة لحبيب الزيّات).
الجامع صغير ولطيف له جبهة جنوبيّة حجريّة وثانية شرقيّة تقوم عليها مئذنة حسنة عالية (حسب العلبي بينما يقول طلس "جبهة جنوبيّة حجريّة وجبهة غربيّة فيها الباب وعلى المئذنتين تقوم مئذنة حجريّة عالية حسنة الزخرفة") وله صحن مستطيل فيه شعر عن تاريخ البناء:
بناء ذا الجامع تاريخه في آية جائتك فاقرأ تجد
لمسجد أسّس على التقوى من أوّل يوم وجد سنة ١١١١
بجانب الإيوان القبليّة ولها سقف خشبي قديم مزخرف كتبت على إطاره صورة الرحمن بتاريخ سنة ١١١٠ للهجرة (١٦٩٨- ١٦٩٩م ) وفيه شبّاكان بديعا الزخرفة أمّا المحراب والمنبر فعاديّان.
جدّد الشيخ عيد السفرجلاني هذا الجامع عام ١٣٤٥ للهجرة (١٩٢٦-١٩٢٧ م) كما هو مدوّن عليه.
محمّد أسعد طلس ثمار المقاصد في ذكر المساجد المعهد الفرنسي بدمشق ١٩٤٣
أكرم حسن العلبي خطط دمشق دار الطبّاع ١٩٨٩
No comments:
Post a Comment