Saturday, June 27, 2020

هيكل دمشق الروماني


نقلت هذا المصطلح من مقال للدكتور عفيف بهنسي رحمه الله في المجلّد الثاني والثلاثين للحوليّات الأثريّة العربيّة السوريّة (عام ١٩٨٢) بعنوان "تحقيق في هويّة الأبراج والمشاهد في الجامع الأموي بدمشق". 

قصد الدكتور بهنسي بالهيكل ما يسمّى باللاتينيّة Cella وباليونانيّة Naos وعلّ التعريب الأفضل لهذين المصطلحين "قدس الأقداس" أي الموضع الذي يتواجد فيه تمثال الإله أو صورته في المعبد وهو عادة محظور على العامّة ويسمح بدخوله فقط لكهنة وسدنة الحرم. تواجد "قدس الأقداس" هذا على الأغلب في القسم الغربي للمكان الذي يشغله صحن الجامع الأموي حاليّاً حسب رأي عدد من العلماء والأخصّائييّن ودون توافر دليل قاطع يبتّ في الموضوع ويؤمّن بهنسي على ذلك مضيفاً أنّه يعتقد بأنّ كنيسة القدّيس يوحنّا حلّت لاحقاً محلّ cella الرومانيّة (هناك عدّة أمثلة على تحويل الهياكل الوثنيّة لكنائس مسيحيّة تماماً كما حلّت دور العبادة الإسلاميّة محلّ عدد من سابقاتها المسيحيّة).



كلام منطقي لا غبار عليه بيد أنّ العالم الراحل ذهب إلى أبعد من ذلك فحدّد أبعاد cella بدقّة  ٣٠ متر x ٤٠ متر ولا أعلم إلى ماذا استند في ذلك في غياب أي دليل مادّي ولربّما كانت استنتاجاته مبنيّة على مقارنة أجراها مع المعابد المماثلة (معبد بل في تدمر مثلاً).

من ناحية المساحة شغل "قدس الأقداس" حيّزاً صغيراً من معبد المشتري الداخلي temenos (قدّر بهنسي أبعاده بعرض ٩٧ متر وطول ١١٩ متر) الموافق لحدود جامع بني أميّة الكبير حاليّاً على وجه التقريب (الأموي أكبر كما سنرى) وشغل المعبد الداخلي بدوره مركز المعبد الخارجي peribolos الضخم (٣٠٥ x ٣٥٨ متر)  الذي لا تزال آثار بوّابتيه الشرقيّة والغربيّة موجودتين حتّى اليوم (الرابط الملحق). 

للحديث بقيّة. 




عفيف بهنسي. تحقيق في هويّة الأبراج والمشاهد في الجامع الأموي بدمشق. الحوليّات الأثريّة العربيّة السوريّة المجلّد الثاني والثلاثون ١٩٨٢. 




No comments:

Post a Comment