أختم اليوم مجموعة من المنشورات المختصرة عن قصر الحير الغربي بدأتها قبل ثلاثة أسابيع. المعلومات والصور أدناه مأخوذة بتصرّف عن الدكتور سليم عادل عبد الحقّ وعدد الجوليّات الأثريّة السوريّة الصادر عام ١٩٥١.
لا شكّ في الأهميّة الاستثنائيّة لزخارف قصر الحير الغربي الجصيّة التي تحطّمت إلى آلاف القطع عندما تداعى البناء وهجر الموقع. قام فريق من المهنييّن بجمع هذه القطع بعناية فائقة وإعادة تركيبها في متحف دمشق الوطني خلال خمسة عشر عاماً ونجحوا في نهاية المطاف بترميم كثير من هذه الكنوز التي لا تقدّر بثمن بما فيها عشرات من النوافذ المخرّمة.
الجصّ مادّة سهلة الصنع ولكنّها هشّة اقتبسها الأمويّون من العراق وحرفيّي بلاد ما بين النهرين واستعملوها -عوضاً عن الحجر الذي كان سائداً في سوريا- لتمثيل مواضيع محليّة امتزجت فيها معالم الآثار التدمريّة مع الإغريقيّة-الرومانيّة- البيزنطيّة وتمخّض عن تزاوج التقنيّة الساسانيّة مع نظيرتها المتوسّطيّة فنّ شرقيّ (أو عربيّ إسلاميّ كما اعتبرته كثير من المصادر) جديد مشى خطواته الأولى في العهد الأموي ونضج وازدهر في القرون التالية.
بالنسبة للنوافذ الجصيّة المخرّمة تحديداً كانت جميعها عمليّاً متناثرة على أرض الحجرات والقاعات باستثناء واحدة حافظت على موقعها الأصلي. اختلفت زخارف هذه النوافذ من هندسيّة ونباتيّة وحيوانيّة إلى درجة كبيرة وتباينت كذلك أبعادها. زوّدنا عبد الحقّ بوصف مفصّل لعشرين من هذه النوافذ لن أكرّره وأكتفي بعرض بعض النماذج. الشكل عموماً نصف دائري قد ينتهي باستطالتين أفقيّتين في الأسفل والبعض مستطيل الهيئة. بالنسبة لأبعاد النوافذ المدروسة يتراوح الارتفاع بين المتر إلى ١٦١ عشير المتر والعرض بين ١٠٦ إلى ٢٦٢ عشير المتر.
سليم عادل عبد الحقّ. إعادة تشييد جناح قصر الحير الغربي في متحف دمشق. الحوليّات الأثريّة السوريّة المجلّد الأوّل ١٩٥١.
No comments:
Post a Comment