جدار جامع يلبغا الجنوبي أهمّ أجزاء الحرم وكان لا يزال محافظاً على وضعه الأصلي (مع استثناء المنبر الخشبي المستحدث) عندما قام ريحاوي بدراسته عام ١٩٧٤ عشيّة هدمه.
يتوسّط هذا الجدار إيوان يضمّ المنبر والمحراب (لنا عودة لهذا الأخير) وعلى طرفيّ الإيوان تواجدت أربعة نوافذ إثنان منها على كلّ جانب وفصل بين النافذة والنافذة محراب ثانويّ. بلغ عمق الإيوان المركزي ١٣٧ عشير المتر وعلته قوس حجريّة بنيت بعد نصف قرن من الجامع بدلالة الكتابة التالية على جانبيّ القوس:
أنشأ هذا القوس المبارك الجناب الكريم العالي المخدومي السيفي أتابك الإينالي داودار المقرّ الأشرف الكريم العالي المخدومي السيفي نوروز الحافظي كافل الممالك الشريفة الشاميّة أعزّ الله تعالى أنصاره وذلك في شهر ذي الحجّة الحرام سنة تسع وثمانمائة (*)
(*) الموافق أيّار أو حزيران ١٤٠٧ للميلاد.
يمتدّ شريط عريض من الزخارف والكتابات الجصيّة من الغرب إلى الشرق على جدار الحرم الجنوبي فوق مستوى الشبابيك له حديث مستقلّ.
تجدر هنا الإشارة إلى كتابة نقشت على ألواح خشبيّة على جانبيّ جدار الحرم القبلي موزّعة بين الإيوانين المجاورين له على شكل إفريز يحيط بالإيوان وهي الآتية:
صلّى الله على سيّدنا مجمّد خاتم النبييّن وعلى آله وأزواجه الطيّبين الطاهرين بتاريخ رجب الفرد سنة اثنين وستّين وستّمائة (**) بسم الله الرحمن الرحيم إنّما يعمّر مساجد الله من آمن بالله...إلى الله ورسوله ليحكم بينهم إذا فريق منهم معرضون وإن يكن لهم الحقّ يأتوا إليه مذعنين الحمد لله ربّ العالمين والعاقبة للمتّقين الذين قال لهم الناس إنّ الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل
(**) الموافق نيسان إلى أيّار ١٢٦٤.
أرّخ Jean Sauvaget البناء الأصلي للجامع عام ١٢٦٤ استناداً إلى هذه الكتابة وبالتالي يكون يلبغا مجدّد الجامع وليس بانيه ولكن ريحاوي رفض هذا الزعم وارتأى أنّ الألواح الخشبيّة المذكورة أخذت من مبنى سابق ليعاد استعمالها في جامع يلبغا. لدينا العديد من الأمثلة على ممارسات من هذا النوع في دمشق أشهرها بالطبع جامع بني أميّة الكبير.
للحديث بقيّة.
عبد القادر ريحاوي. جامع يلبغا في دمشق. الحوليّات الأثريّة العربيّة السوريّة المجلّد الرابع والعشرون ١٩٧٤.
Rihawi, Abdul-Qadir. Yalbugha Mosque in Danascus (Arabic). Annales Archéologiques Arabes
Syriennes tome XXIV 1974.
Wulzinger & Watzinger. Damaskus : die islamische Stadt. Berlin, W. de Gruyter, 1924.
No comments:
Post a Comment