اكتشفت عشرة مدافن من العهد الروماني بمحض الصدفة خلال أعمال حفر أساسات مبنى في حيّ القنوات (العقار ٢٤٦ في الخارطة الملحقة) على بعد حوالي ٢٠٠ متر غرب سور دمشق بين جادّتيّ باب سريجة والقنوات وعمق يتراواح بين الأربعة إلى خمسة أمتار تحت الأرض. أجرت المديريّة العامّة للآثار والمتاحف أعمال تنقيب في هذا الموقع في ربيع وصيف ١٩٦٩ ساهم فيها فريق من المختصّين.
أورد الأستاذ قاسم طوير قصّة هذا الاكتشاف في المجلّد العشرين للحوليّات الأثريّة العربيّة السوريّة الصادر عام ١٩٧٠ وأضاف أنّ المزيد من المدافن الأثريّة المشابهة اكتشفت بين عاميّ ١٩٦٩ و ١٩٧٠ في شارع خالد بن الوليد وشارع الجامعة قرب المتحف الوطني وخلف القصر العدلي ممّا يدلّ على اتّساع المقبرة الرومانيّة التي تواجدت غرب المدينة.
يتألّف مخطّط المدفن (الشكل الملحق) من دهليز مكشوف مستطيل الشكل يؤدّي إلى درج ومنه إلى باب فكهف نرى في جدرانه تجاويفاً للجثث. اختلفت طرائق الدفن بين الانفرادي والجماعي ومنها ما استعمل أكثر من مرّة بدلالة العظام والجماجم التي تحتويها وتعرّض البعض منها للنهب عبر العصور.
ليس لهذه المدافن أبواب وإنّما تسدّها ألواح حجريّة ومع الأسف لم يتمّ العثور على نصوص كتابيّة باستثناء قطعتيّ نقود مشوّهتين تحمل إحداهما نقشاً يونانيّاً ميّز طوير عليه كلمة Basileus (لقب إمبراطور بيزنطة).
بقي أن نتعرّف باختصار على بعض موجودات هذه المدافن.
قاسم طوير. الحوليّات الأثريّة العربيّة السوريّة. المجلّد العشرون ١٩٧٠.
No comments:
Post a Comment