Tuesday, June 9, 2020

وصف جامع يلبغا


الدكتور عبد القادر ريحاوي على علمي آخر من درس ووصف هذا الجامع المملوكي العريق في عدد الحوليّات الأثريّة العربيّة السوريّة الصادر عام ١٩٧٤ وكان هذا كما رأينا قبيل هدم بقاياه نهائيّاً في العام التالي. لدينا أيضاً أبحاث رائدة عن هذا الصرح بداية من المستشرقين الألمانييّن Wulzinger & Watzinger ثمّ الفرنسي Jean Sauvaget والألماني Ernst Herzfeld فالسوري أسعد طلس. ترك لنا بعض هؤلاء وغيرهم عدداً من الصور التاريخيّة للمبنى من الداخل والخارج والمنطقة المحيطة به. 

الوصف للجامع كما كان في القرن العشرين وليس كما بني أصلاً فكما رأينا أدخلت عليه تعديلات هامّة بعد إعادة بنائه في أعقاب زلزال ١٧٥٩ دون القبّة الأصليّة ومع إزالة أحد صفيّ الأقواس المقنطرة في الحرم. 



يأخذ الجامع شكل مستطيل طوله ٧٢ متر وعرضه ٦٢ متر. تواجد حرم الصلاة في الجنوب بعرض ١٥،٥ متر وهو مكوّن من رواقين متوازيين وموازييين للقبلة يفصلهما صفّ من الأعمدة والعضائد فوقها قناطر تحمل السقف الخشبي وهذا الأخير مستحدث. الأعمدة غير متشابهة وفتحات القناطر غير متساوية. تترواح المسافة بين الأعمدة والقناطر بين الأربعة أمتار ونصف المتر إلى الخمسة أمتار باستثناء القنطرة الوسطى أمام المحراب التي تصل إلى ستّة أمتار. صفّ الأعمدة هذا غير أصيل (أي أنّه لا يتنمي لمخطّط الجامع الأصلي) لأنّه يشوّه الإيوانين المتوسّطين في الجدارين الشرقي والغربي للحرم (انظر الصورة الملحقة للجدار الغربي) كما أنّه يتعارض مع القبّة التي تذكرها المصادر التاريخيّة والتي حملت على أربع عضائد ضخمة كوّنت مربّعاً طول ضلعه ١٢ متر ويمكن مقارنتها مع قبّة النسر في المجاز المعترض للجامع الأموي. على الأرجح كان الحرم الأصلي مكوّناً من ثلاثة أروقة وكانت القوس الوسطى في واجهته الشماليّة نقلت إلى مكانها الذي تظهره صور القرن العشرين بعد ترميم الجامع في أواخر القرن الثامن عشر. بالنسبة لأعمدة الصفّ المستحدث فمن الممكن أنّها أخذت من أعمدة أروقة الصحن التي تهدّمت بعد زلزال ١٧٥٩ المذكور أعلاه. 

تواجد الصحن المحاط بالأروقة شمال الحرم وله ثلاثة أبواب يقع الشرقي والغربي منها على محور واحد ويلاصقا الحرم بينما يقع الباب الشمالي في منتصف الضلع الشمالي إلى جانب المئذنة. تتوسّط الصحن بحرة مستطيلة بطول ١١ متر وعرض ٧ أمتار. جدار الحرم الشمالي غير أصيل وبني على الأغلب بعد زلزال ١٧٥٩ ويطلّ على الصحن من خلال ثلاثة عشر باباً ثلاثة منها تقابل إيوان المحراب وخمسة في كلّ من الامتدادين الشرقي والغربي أمّا الأروقة حول الصحن فكانت متداعية. أبواب الجامع الثلاثة أصليّة أجملها الشرقي وهو الرئيس. الباب الشمالي يشبه الغربي بزخارفه. 

  

للحديث بقيّة.     




عبد القادر ريحاوي. جامع يلبغا في دمشق. الحوليّات الأثريّة العربيّة السوريّة المجلّد الرابع والعشرون ١٩٧٤.








Rihawi, Abdul-Qadir. Yalbugha Mosque in Danascus (Arabic). Annales Archéologiques Arabes 
Syriennes tome XXIV 1974.


Wulzinger & Watzinger. Damaskus : die islamische Stadt. Berlin, W. de Gruyter, 1924.

No comments:

Post a Comment