أتابع النقل عن Kremer الذي كتب عام ١٨٥٤ في الصفحة ٣٩:
المئذنة الغربيّة مبنيّة على طراز عربي صرف. المئذنة مثمّنة الأضلاع لها ثلاث شرفات متتالية من الأسفل إلى الأعلى (١) وتزداد نحولاً بهذا الاتّجاه إلى أن تنتهي ببصلة ترتكز على قاعدة حجريّة ويتوّجها هلال متلألىء مثبّت بواسطة سيخ معدني. هناك كتابةٌ عربيّة بخطّ الثلث فوق الشرفة الثانية على محيط جذع المئذنة ويدلّ موقعها هذا على أنّ الهدف منها ليس قرائتها بل الزخرفة بالدرجة الأولى ولربّما أيضاً كطلسم أو تميمة ذات قدرة سحريّة.
ترتكز المئذنتان الغربيّة والشرقيّة على بنيتين قديمتين إذ تواجد برجٌ في كلٍّ من زوايا الكاتدرائيّة الأربع استعمل للرصد والمراقبة. انهار البرجان الشماليّان ولم يبق إلّا الجنوبييّن: الشرقي الذي يحمل اليوم مئذنة عيسى والغربي الذي احترق عام ٨٠٣ للهجرة (٢) . أعيد بناء المئذنة بعد فترةٍ قصيرة على طرازٍ جديد بواسطة أموال المسيحييّن الذين اتّهموا بإحراقها.
يقال أنّ الخليفة الوليد أمر بهدم البرجين الشمالييّن واستعمل حجارتهما في بناء قبّتين مرتكزتين على أعمدة في صحن الجامع استعملتا لتخزين كنوز الجامع من الكتب والمال التي أُغلِق عليها بالأقفال الثقال حسب المؤرّخ ابن كثير.
تعود الصورة الملحقة عن de Prangey إلى العام ١٨٤٣ وهي - مع غيرها لنفس المصوّر - أقدم صور الجامع الضوئيّة على الإطلاق وتعكس وضعه مع المئذنة الجنوبيّة الغربيّة الظاهرة في اللقطة قبل زيارة Kremer وقبل حريق ١٨٩٣ بخمسين عاماً. اللقطة مأخوذة من خان أسعد باشا بتقنيّة Daguerréotype. أبعادها ٩,٥ x ٢٤ من عشيرات المتر. الرسمان عن Kremer.
(١) يبلغ ارتفاع المئذنة ٥٦ متراً (طلال العقيلي صفحة ٢٠٠).
(٢) الموافق ١٤٠٠ - ١٤٠١ للميلاد أي عندما استباح تيمورلنك دمشق.
No comments:
Post a Comment