الأسطر التالية تعريب مع الاختزال عن مقال Dussaud عام ١٩٢٢:
يتعيّن إذا أردنا تعليل بناء آبدة على هذه الدرجة من الأهميّة في قلب دمشق، أن نستوعب أهميّة العبادة التي مُورِسَت فيها. تكفّل الموقع في قلب المدينة العتيقة المعزولة في واحتها على تخوم البادية بحماية آلهتها من فضول المؤلّفين الكلاسيكييّن (١) وبالتالي المعلومات التي وصلتنا منهم شحيحةٌ لا تتجاوز لمحاتٍ نادرة من عصورٍ متأخّرة (٢) ممّا يفسّر غياب قائمة شاملة لأرباب وعبادات دمشق القديمة. نكتفي والحال كذلك ببعض القرائن.
عبد الدمشقيّون حدد (الذي يفترض أنّه أرسى أسس المدينة) وشريكته أترعتا (٣) منذ القرن العاشر قبل الميلاد إلى أن دالت دولة الوثنيّة. لدينا ذكران لهيكل دمشق العظيم في كتاب العهد القديم الأوّل في الرواية (الأسطوريّة بشكل أو بآخر) عن شفاء نعمان الأبرص (الملوك الثاني، الإصحاح الخامس، الآية الثامنة عشرة) وفيها ذكر رمّون ربّ الهيكل = حدد.
الذكر الثاني في سفر الملوك الثاني الإصحاح السادس عشر (الآيتان العاشرة والحادية عشرة) كما يلي:
وَسَارَ الْمَلِكُ آحَازُ لِلِقَاءِ تَغْلَثَ فَلاَسِرَ مَلِكِ أَشُّورَ، إِلَى دِمَشْقَ. وَرَأَى الْمَذْبَحَ الَّذِي فِي دِمَشْقَ. وَأَرْسَلَ الْمَلِكُ آحَازُ إِلَى أُورِيَّا الْكَاهِنِ شِبْهَ الْمَذْبَحِ وَشَكْلَهُ حَسَبَ كُلِّ صِنَاعَتِهِ.
فَبَنَى أُورِيَّا الْكَاهِنُ مَذْبَحًا. حَسَبَ كُلِّ مَا أَرْسَلَ الْمَلِكُ آحَازُ مِنْ دِمَشْقَ كَذلِكَ عَمِلَ أُورِيَّا الْكَاهِنُ، رَيْثَمَا جَاءَ الْمَلِكُ آحَازُ مِنْ دِمَشْقَ.
نستنتج من هاتين الآيتين الشأو الذي بلغته دمشق آنذاك ممّا حمل آحاز ملك يهوذا على الأمر ببناء مذبح شبيه بالموجود في هيكل دمشق في أورشليم.
تعود الشاهدة الملحقة للإله حدد من أرسلان طاش إلى القرن الثامن قبل الميلاد وهي من مقتنيات متحف اللوڤر.
(١) اليونان والرومان.
(٢) لم يتطرّق هيرودوت أو أي مؤرّخ يوناني من العصر الذهبي إلى ذكر دمشق.
(٣) ترافق حدد دائماً ربّةٌ في سوريّا. اسم هذه الربّة مركّب من اسمين أنثوييّن: عاثي وعثتار أو أثترت وهو الشكل الآرامي لعشتار أو عشتروت.
René Dussaud. Le temple de Jupiter Damascénien et ses transformations aux époques chrétienne et musulmane. Syria 1922 (p. 219-250).
Le Temple Damascénien à travers les âges
No comments:
Post a Comment