الأسطر التالية تعريب مع الاختزال عن الصفحتين ٤٢ - ٤٣ من Kremer والصورة (١٨٦٧ - ١٨٩٩ حسب المصدر ولكنّها بالتأكيد قبل حريق ١٨٩٣) عن Bonfils.
يمتدّ مصلّى الجامع على طول جداره الجنوبي ويتراوح عرضه بين ثلاثين إلى أربعين قدماً (١) ويتخلّله صفّان من الأعمدة من أقصاه إلى أقصاه، عدا عن صفّ الأعمدة الذي يفصله عن الصحن. كُتِبَت أسماء الخلفاء الأربعة الأوائل على الجدار القبلي بالخطّ النسخي وبأحرف ضخمة سوداء اللون مذهّبة التنقيط. الأحرف كبيرة إلى درجة أنّها تغطّي الجدار بكامله أو تكاد. كانت جميع الجدران في الأصل مغطّاة بستائر ثمينة حتّى مستوى الكرمة الذهبيّة. السقف خشبي مؤلّف من ثلاثة جملونات توافق صفوف قناطر الأعمدة التي ترتكز عليها. كسوة السقف الخارجيّة رصاصيّة أمّا من الداخل فهناك مصابيحٌ لا عدد لها تتدلّى منه. تُضاءُ هذه المصابيح في رمضان عندما يسبح المصلّى في بحرٍ من النور. كان السقف مرصّعاً بالمينا والذهب قبل حريق ٨٠٣ للهجرة (١٤٠١ للميلاد وجائحة تيمورلنك) وكانت المصابيح معلّقةً بسلاسل ذهبيّة ثخينة يقال أنّ عددها تجاوز الستمائة. حتّى جدران الجامع كانت مكسوّةً بالذهب (٢).
نرى على امتداد الجدار الداخلي الجنوبي للحرم كتابةً ثخينةً فيها آيات قرآنيّة تبدأ بالكلمات التالية:
إنّما يعمّر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر.. إلى نهاية السورة.
هناك أيضاً كتاباتٌ قرآنيّةٌ على كلٍّ من الأعمدة المصطفّة إلى يمين ويسار القبّة (٣). الكتابة قرب نهاية العمود العلويّة وأحرفها جميلة ومتشابكة:
الله لا إله إلّا هو الحيّ القيّوم..
تلتفّ كلمات السورتان الخامسة والعشرون (الفرقان) والسابعة والستّون (الملك) من القرآن على ثلاثةٍ من الجدران.
(١) أي ٩ - ١٢ متر وهذا خطأ فاضح. الحرم في الواقع ١٣٦ متر x ٣٧ متر. اللهمّ إلّا إذا كان الغلط في تعريبي لترجمة غوغل الإنجليزيّة للأصل الألماني.
(٢) يسرد المؤلّف هنا قصّة سعي الوليد للحصول على الرصاص اللازم للجامع ورواية عمر بن عبد العزيز الذي ساءه تبذير المال بهذا الشكل فأمر بتبديل الذهب بالنحاس إلى آخره.
(٣) قبّة النسر التي تتوّج المجاز المعترض.
No comments:
Post a Comment