أتابع التعريب عن Kremer عام ١٨٥٤ (صفحة ٤٥ - ٤٦). تعرّضنا للمحراب الرئيس (الشافعي) ومحراب الصحابة (أو المحراب المالكي) ونأتي اليوم إلى المحرابين الباقيين. للتنويه لا يوجد على حدّ علمي صور للمحاريب قبل حريق ١٨٩٣ باستثناء المحراب المركزي أو الرئيس (الصورة الحديثة الملحقة للمحراب الغربي).
بُنيَ المحراب الغربي أو الحنفي (١) عام ٧٢٨ للهجرة = ١٣٢٧ - ١٣٢٨ للميلاد (٢) والسبب أنّ القسم الغربي من جدار الجامع القبلي تصدّع آنذاك وأشرف على الانهيار وعندما وصل هذا الخبر إلى نائب دمشق ذهب إلى المكان ليتفقّده مع القضاة وأبرز أعيان المدينة وعددٍ من معلّميّ المعمارييّن ثمّ رفع بما شاهده تقريراً إلى السلطان الذي أصدر أمره السامي بإعادة بناء الجدار على التوّ. استغرق العمار خمسة أشهر وعشرين يوماً وشمل المحراب (٣) الذي أُعيدَ بناؤه ليصبح مطابقاً في شكله لمحراب الصحابة. يقع هذا المحراب بين باب الزيادة (الذي يدعى اليوم باب الصرماتيّة) وباب الكتبيّة؟ (٣) أو باب جيرون.
بني المحراب في أقصى الغرب والمدعو محراب الحنابلة (٤) أيضاً لدى إعادة عمار الجدار.
تجدر هنا الإشارة أنّ المساجد كانت غايةً في البساطة في مطلع عهد الإسلام ولم يكن فيها محاريب على الإطلاق إلى أن بنى عمر بن عبد العزيز محراباً إكراماً للصحابة في المدينة التي قام بتوسيع جامعها عندما تولّاها في خلافة الوليد فكان أوّل محاريب الإسلام.
(١) المحراب الرئيس (المركزي) اليوم هو الحنفي (أي جرى تبادل في وضع محرابيّ الحنفيّة والشافعيّة).
(٢) ذكر الدكتور طلال العقيلي (صفحة ١٧٠ من الطبعة الثانية) أنّ هذا التاريخ هو تاريخ بناء المحراب المضاف.
(٣) Chitâbe. لا أعلم ما الذي قصده المؤلّف. قد تكون "الكتبيّة" إذا صحّ تفسيري للكلمة المكتوبة بالأحرف اللاتينيّة إشارة إلى سوق الكتب في المسكيّة غرب باب البريد ولكن باب جيرون شرق الجامع كما يعرف كل من زاره من العامّة والخبراء. قد تكون المشكلة في تعريبي عن ترجمة غوغل الإنجليزيّة للأصل الألماني.
(٤) بين باب الزيادة ومئذنة قايتباي.
No comments:
Post a Comment