عن تاريخ قبّة النسر
انهارت القبّة المتوّجة لمجاز الجامع الأموي المعترض والمعروفة بقبّة النسر سبع مرّات منذ مطلع القرن الثامن وحتّى نهاية القرن التاسع عشر للميلاد ليعاد بناؤها مجدّداً (طلال العقيلي الطبعة الثانية ص ١٣٨ - ١٦٣) وكان ذلك في عهد الوليد بن عبد الملك (٧٠٥ - ٧١٥ للميلاد)، حريق ١٠٦٩ (نحو نهاية العهد الفاطمي في دمشق)، زلزال عام ١٢٠١، فتنة تيمورلنك عام ١٤٠١، حريق ١٤٧٩، زلزال ١٧٥٩، وأخيراً حريق ١٨٩٣. موضوع اليوم النصّ الذي أورده Kremer في الصفحة ٤٤ من كتابه الصادر عام ١٨٥٤.
ذكر المؤلّف النمساوي وجود هذا النقش الكتابي على حجر مستطيل على أحد العضائد التي ترتكز عليها القبّة على يمين الداخل.
التاريخ حسب Kremer ٧٨٤ للهجرة = ١٣٨٢ - ١٣٨٣ للميلاد والسلطان المذكور هو الناصر والعهد قيد الحديث هو المملوكي. هناك أربع سلاطين حملوا لقب الناصر في فترة المماليك:
- الناصر محمّد بن قلاوون: تسلطن ثلاث مرّات بين ١٢٩٣ و ١٣٤١.
- الناصر شهاب الدين أحمد: ١٣٤٢.
- الناصر بدر الدين حسن: ١٣٤٧ - ١٣٥١.
- الناصر زين الدين فرج: تسلطن مرّتين بين ١٣٩٩ و ١٤١٢.
لا يطابق تاريخ Kremer بالمقارنة أيّاً من الملوك الأربعة. أضف إلى ذلك أنّ سنة ١٣٨٢ - ١٣٨٣ لا توافق أيّاً من الكوارث السبع التي أطاحت بالقبّة كما أوردها الدكتور العقيلي (أقربها الحريق الناجم عن استباحة تيمورلنك للمدينة عام ١٤٠١).
ذكر العقيلي (ص ٢٢٦ وص ٢٢٨) أربع نقوش كتابيّة على دعائم قبّة النسر (اثنتان على الدعامتين الأماميّتين واثنتان على الخلفيّتين). أرّخت نصوص هذه النقوش أعمال الترميم لعددٍ من مكوّنات الجامع في العهد السلجوقي (ملكشاه وتتش) والأيّوبي (الناصر صلاح الدين). نُقِلَت هذه الألواح إلى المتحف الوطني بعد حريق ١٨٩٣ وكما نرى ليس منها ما يعود إلى العهد المملوكي على الإطلاق.
لا مفرّ - بناءً على هذه المعطيات - من التسليم أنّ قراءة Kremer خاطئة (اللهمّ إلّا إذا افترضنا انهياراً ثامناً للقبّة سهت عنه المصادر التاريخيّة) ومع الأسف لا يوجد صورة ضوئيّة للنقش الكتابي على حدّ علمي.
يتبع.
No comments:
Post a Comment