تعرّضنا أمس إلى نقش الملك الناصر الكتابي كما قرأه Kremer عام ١٨٥٤. أرّخت هذه الكتابة تاريخ "عمار" القبّة في العام ٧٨٤ للهجرة = ١٣٨٢ - ١٣٨٣ للميلاد ورأينا استحالة التوفيق بين هذا التاريخ من جهة وحكم أيّ من سلاطين المماليك الملقّبين بالناصر من جهةٍ ثانية.
يكمن حلّ اللغز على الأرجح في خطأ في نقل التاريخ وبالرجوع إلى الصفحة ١٥١ من الطبعة الثانية لكتاب الدكتور العقيلي تبيّن أنّ السلطان ناصر الدين فرج بن برقوق رمّم الجامع بعد قدومه إلى دمشق عام ١٤٠٥ من الدمار الذي أصابه على يد أجلاف تيمورلنك قبل أربعة أعوام.
الوصف التالي مأخوذ من الصفحة ٤٤ من كتاب Kremer (الرسم من نفس المصدر) وهو لما اعتبره Spiers "قبّة النسر الثالثة" أمّا العقيلي (ص ١٤٢) فقد ارتأى أنّها تعكس الترميم في أعقاب زلزال ١٧٥٩ مستشهداً بابن بدير الحلّاق الذي روى كيف رمى الزلزال "قبّة الجامع الأموي الكبيرة" إلى آخر السرد.
كتب Kremer ما مفاده:
"تتلقّى القبّة الهواء والنور من نوافذ معقودة كما هو الحال في حرم الصلاة. ترتكز هذه القبّة على رقبة مثمّنة وهناك زوج من النوافذ الصغيرة الدائريّة العقد على كلٍ من أوجه الرقبة الثمانية. القبّة مكسوّة بكاملها بالرصاص كما هو الحال في سقف المصلّى وهي كما نرى ليست ملساء بل مدبّبة (١)".
أتى حريق١٨٩٣ (الصورة الملحقة بعدسة سليمان الحكيم) على قبّة النسر الثالثة ومن حسن الحظ لدينا عددٌ لا بأس به من الصور الضوئيّة التي وثّقتها قبل وبعيد هذه الكارثة.
(١) أرجع العقيلي (ص ١٤٢) انطباع Kremer الخاطىء إلى السطوح الرصاصيّة التي غطّت القبّة.
No comments:
Post a Comment