الصورة لمحراب نمطي من أحد الأوابد الشاميّة ومع الأسف لا يحدّد دليل دمشق لعام ١٩٤٩ البناء. في كلّ الأحوال يرجّح استناداً إلى غنى الزخارف لأن يكون الأثر مملوكيّاً. تحيط سويريّتان (عمودان صغيران) يعلوهما تاجان بتجويف مستطيل تتوسّطه دائرة نرى في منتصفها كتابة محيت بعض أسطرها أو كادت نصّها الآتي: "الله خير حافظ وهو أرحم الراحمين".
يعلو المستطيل المذكور والعمودين مدماك تزيّنه نجوم سداسيّة ويتوّج المجموع قوس مدبّب مكوّن من أربع عصابات من الزخارف الدقيقة المتكرّرة النماذج وتحت هذا القوس نرى عدّة صفوف من المقرنصات يعلوها شكل قريب من القوقعة تتوسّطه وردة.
دخلت المقرنصات دمشق في العهد النوري (القرن الثاني عشر للميلاد) كما في المدرسة النوريّة والبيمارستان ولكنّ أصلها أقدم بقرن على الأقلّ وعلى الأغلب مقتبس من النماذج الإيرانيّة والعراقيّة. استعملت المقرنصات في العهد الأيّوبي ومن ثمّ المملوكي عندما زاد تعقيدها ودقّتها وجمالها وغنيّ عن الذكر أنّها انتشرت عبر الشرق الأدنى إلى مصر والمغرب والأندلس حيث تجلّت بكلّ بهائها.
المقرنصات طريقة ذكيّة ومبتكرة للانتقال من السطوح المضلّعة للدائريّة والكرويّة ونصف الكرويّة وطغت فيها -خصوصاً في العهد المملوكي- الاعتبارات الجماليّة على النفعيّة فأصبحت مع دلّاياتها هدفاً يتبارى فيه الفنّانون والحرفيّون في الترب والجوامع والمدارس والأبواب والقباب والمحاريب وهلمّجرّا.
الصورة الثانية لصحن قصر العظم أكبر الدور الشاميّة وأشهرها.
No comments:
Post a Comment