الصورة بالطبع لقصر مصطفى باشا العابد قبيل آخر خطّ المهاجرين (ساحة خورشيد أو ساحة ذي قار) وغرب قصر ناظم باشا وهي من دليل دمشق الصادر عام ١٩٤٩.
كلا القصرين كان في مرحلة من المراحل سفارة للعراق (دار ناظم باشا في عهد الانتداب وبيت مصطفى باشا اعتباراً من الأربعينات) ومقرّاً لرئاسة الجمهوريّة (قصر مصطفى باشا أوّلاً ثمّ قصر ناظم باشا) وذكر لي أبي رحمه الله أنّ انتقال الرئاسة إلى قصر ناظم باشا كان بمبادرة من الرئيس شكري القوّتلي الذي تشائم من قصر مصطفى باشا بعد أن توفّي فيه الشيخ تاج الدين الحسني عام ١٩٤٣. لا أعلم مصدره لهذه الرواية.
بني قصر مصطفى باشا الذي يتبع طرز العمارة الأوروبيّة عام ١٩٠٧ أي أنّه أحدث بثلاثة أعوام على الأقلّ من توأمه قصر ناظم باشا الذي لا يزال -بما يشبه المعجزة- قائماً إلى اليوم بينما امتدّت يد الهدم التي لا ترحم لقصر مصطفى باشا عام ١٩٧٤ فذهب إلى غير رجعة ليحلّ محلّه بناء حديث تفه المذاق إن لم نقل قبيح. قد يقول البعض أنّ هذا القصر ليس بالجامع الأموي وأنّ ترميمه والحفاظ عليه مكلف من الناحية الاقتصاديّة والمشكلة في هذا المنطق أنّنا لو هدمنا ما يوائم مزاج الساعة من أوابدنا لأنّها "ليست الجامع الأموي" قلن يتبقّى لنا الشيء الكثير. شهد هذا القصر خلال عمر قلّ عن سبعين عاماً أحداثاً جساماً وكان توفيره خيراً وأبقى.
الصورة الثانية أدناه مع مخطّط القصر من مجموعة أطرقجي والتعليق عليها من Weber. يضيف الدكتور قتيبة الشهابي أنّ ملكيّة القصر انتقلت عام ١٩٢٩ بعد وفاة مصطفى باشا إلى أولاده الذين أهدوه لابن عمّهم محمّد علي العابد أوّل رؤساء الجمهوريّة السوريّة عام ١٩٣٢ فأصبح مقرّاً له ثمّ قصراً جمهوريّاً حتّى ١٩٤٣ عندما انتقل شكري بك لقصر ناظم باشا واستأجرت المفوّضيّة العراقيّة القصر القديم أي باختصار تبادلت المفوّضيّة المذكورة ورئاسة الجمهوريّة مقرّيهما.
قتيبة الشهابي. دمشق تاريخ وصور الطبعة الثانية ١٩٩٠ عن مؤسّسة النوري ومطبعة محمّد هاشم الكتبي.
Stefan Weber. Ottoman Modernity and Urban Transformation 1808-1918. Proceedings of the Danish Institute in Damascus V 2009.
No comments:
Post a Comment