Friday, March 20, 2020

توسّع دمشق تحت الانتداب الفرنسي‎


الصورتان الملحقتان مأخوذتان من دليل دمشق للعام ١٩٤٩ أحدهما لمدخل الشعلان من الغرب إلى الشرق والثانية لشارع البرلمان. الأسطر التالية تعريب عن الصفحة ١٧٥-١٧٦ لكتاب دمشق من العثمانييّن إلى اليوم الصادر عام ١٩٩٤ لمؤلّفه مهندس العمارة والفنّان والمؤرّخ الفرنسي Gérard Degeorge.  

رأت مدينة جديدة بكلّ معنى الكلمة النور كما حدث في العصر الهلنستي. قامت هذه المدينة الحديثة التي لا تمتّ بصلة إلى التقاليد المحليّة إلى جانب القديمة وتمّ شقّ طرق عريضة مستقيمة وشوارع زرعت على جانبيها الأشجار وأبنية "سكنيّة" من أربع إلى خمس طوابق متشابهة إلى درجة محزنة تتمتّع بشرف (بلكونات) وتحيطها حدائق صغيرة خاصّة.

حلّ مركز جديد للمدينة محلّ ساحة المرجة يجمع الخدمات الإداريّة والمصارف والماليّة والبريد والأركان الإقليميّة ومجلس الحرب والشرطة والمشفى العسكري والفنادق والمدارس والكنائس كما في كنيسة القدّيس أنطوان البادوي Saint-Antoine de Padoue التي بنيت عام  ١٩٢٦ ومن ثمّ المجلس النيابي السوري الذي بدأ العمار فيه عام  ١٩٣٢.



تطوّرت أحياء إضافيّة بسرعة كما في المهاجرين بعد أن ربطه خطّ الترام مع مركز المدينة عبر طريق الصالحيّة ويستحقّ حيّ القصّاع شمال شرق المدينة خارج السور ذكراً خاصّاً بعد أن تسارع نموّه عقب شقّ شارع بغداد عام  ١٩٢٦ إذ أمّته عدّة موجات من اللاجئين منهم مسيحيّون أتوا من الميدان فراراً من القصف عام ١٩٢٦-١٩٢٧ ومنهم أرمن ويونان نزحوا من تركيّا: الأرمن هرباً من المجازر واليونان من الحرب التي واجهوا فيها القوّات الكماليّة.

تعيّن لتلبية احتياجات هذا التزايد في السكّان إنشاء شبكة جديدة لتزويد المدينة بالمياه التي تمّ جرّها من عين الفيجة بواسطة قناة طولها ثمانية عشر كيلومتراً دخلت الخدمة عام ١٩٣٢. 





Gérard Degeorge. Damas: Des Ottomans à nos jours 1994. 

No comments:

Post a Comment