Monday, March 16, 2020

روائع قصر الحير الغربي‎


يقع قصر الحير الغربي في بادية الشام شمال شرق دمشق بين القريتين وتدمر.  يشمل المجمّع بستاناً واسعاً بطول ١٠٥٠ متر وعرض ٤٢٢ متر يسوّره جدار من الآجر وله موزّع للمياه (طالع) وخزّان لهذه المياه وقناة مقنطرة لجرّها تعود إلى العهد الروماني إضافة إلى بعض آثار دير بيزنطي ممّا يدلّ أنّ الموقع كان مأهولاً قبل دخول العرب المسلمين إلى سوريا . القصر ذو طابقين وهو مربّع الشكل وطول ضلعه ٧٠ x ٧١ متراً يتوسّطه صحن يحيط به رواق معمّد تنتظم خلفه المجموعات السكنيّة.

بدأت عمليّة التنقيب في أطلال القصر عام ١٩٣٦ بمبادرة من المديريّة العامّة للآثار والمتاحف وانتهى ترميم وإعادة تجميع الجناح الأفخم منه (القسم المركزي لجانبه الشرقي) في متحف دمشق الوطني عام ١٩٥٠. يشمل هذا القسم الواجهة والمدخل وشقّتين ورواق وقسم من الصحن الداخلي.  

ينسب هذا القصر إلى الخليفة الأموي هشام إبن عبد الملك استناداً إلى نصّ منقوش بالخطّ الكوفي عثر عليه في أطلال خان يبعد ١٠ كيلومترات عن القصر ويقول:

"بسم الله الرحمن الرحيم. لا إله إلّا الله وحده لا شريك له. أمر بصنعة هذا العمل عبد الله هشام أمير المؤمنين أوجب الله أجره. عمل على يدي ثابت في رجب سنة تسع ومائة" الموافق تشرين أوّل أو تشرين ثاني للعام ٧٢٧ للميلاد. 

الصورتان من دليل دمشق الصادر عام ١٩٤٩. العليا للواجهة الخارجيّة وهي بارتفاع ١٤،٤٥ متر مزيّنة بزخارف جصيّة من أسفل ساكف المدخل حتّى الشرّافات merlons في الأعلى.



اللقطة الثانية لإحدى نوافذ هذا القصر. تمكّن تقنيّو المتحف بعد جهد سنوات من ترميم حوالي خمسين نافذة فائقة الجمال ومن المؤكّد أنّ الحرفييّن الذين ابتكروها تأثّروا بالأعمال السابقة الهلنستيّة والتدمريّة والمسيحيّة والساسانيّة إلّا أنّهم طوّروا فنّ السابقين إلى درجة تقارب الكمال وهكذا وجدت اللغة التشكيليّة العربيّة ما يلزمها من المفردات وأدوات التعبير في الفنّ الأموي في قصر الحير. 

المعلومات أعلاه بتصرّف عن الدكتور عبد القادر ريحاوي في كتاب العمارة في الحضارة الإسلاميّة وعن كتاب كنوز متحف دمشق الوطني تأليف الدكتور سليم عبد الحقّ ترجمه من الفرنسيّة إلى الإنجليزيّة الدكتور جورج حدّاد وأخيراً كتاب "سوريا الفنّ والتاريخ والعمارة" للعالم الفرنسي Gérard Degeorge فلجميع المذكورين الفضل والتقدير والشكر.  



No comments:

Post a Comment