الصورة أعلاه لسوق مدحت باشا الذي وصفه دليل دمشق لعام ١٩٤٩ بأنّه "ثاني أسواق دمشق التجاريّة" ولم ير الكاتب حاجة للتذكير أنّ أوّل هذه الأسواق هو الحميديّة (الصورة الثانية).
أطلق على محور دمشق من الشرق إلى الغرب بداية بالباب الشرقي ونهاية بباب الجابية عدّة أسماء عبر العصور أقدم المعروف منها الشارع المستقيم المشهور عالميّاً بذكره في كتاب العهد الجديد. عرف القسم الغربي من هذا الشارع بالفسقار حتّى العهد المملوكي والأوسط بسوق علي والشرقي بالسوق الكبير. هناك أيضاً تسميات سوق الطويل وسوق جقمق (بين سوق الخيّاطين والبزوريّة) وسوق المرادنيّة أو العبجيّة (غرب سوق جقمق) أمّا عن مدحت باشا فاللقب حديث نسبيّاً وكثيراً ما يقصد به القسم الغربي فقط.
السوق كما تعرفه اليوم يعود لمبادرة الوالي مدحت باشا عام ١٨٧٨ عندما تمّ شقّه شمال سوق القطن وسوق الذراع مستلزماً هدم قسم من خان المرادنيّة. هناك من قال بحريق شبّ بمحض الصدفة في الجوار زوّد الوالي بفرصة لشقّ السوق (دمّر حريق عام ١٨٦٠ حمّام المرادنيّة في جملة ما دمّره وليس من الواضح إذا كان هو الحريق المقصود) وهناك من يفيد أنّ مدحت باشا أمر بحرق قطاع سكني في هذا المكان بعد أن اعترض الأهالي على استملاك بيوتهم.
جدّد السوق عام ١٨٩٠ وكان أصلاً مسقوفاً بالصلصال أمّا السقف المعدني الذي نراه اليوم فمن الممكن أن يعود لعام ١٩١٢. دمّر جزء من السوق خلال القصف الفرنسي في ١٩٢٥ وبعدها أزيل السقف المعدني من الجزء الغربي وإن توجّب التنويه أنّ إزالة بعض مكوّناته تعود إلى الحرب العالميّة الأولى.
لا يزال السوق اليوم في حالة جيّدة.
Stefan Weber. Ottoman Modernity and Urban Transformation 1808-1918. Proc eedings of the Danish Institute in Damascus V 2009
No comments:
Post a Comment