قام عبد القادر ريحاوي نيابة عن المديريّة العامّة للآثار والمتاحف بدراسة تفاصيل المدرسة الجقمقيّة أثناء ترميمها تحت إشراف السيّد زكي أمير بداية من أواخر خمسينات القرن الماضي ونشر مقالاً عنها في عدد الحوليّات الأثريّة السوريّة الصادر عام ١٩٦٠ (المجلّد العاشر). التقطت الصورة الملحقة خلال عمليّة الترميم الذي توقّع ريحاوي إنجازه عام ١٩٦١.
كان الأمير سيف الدين جقمق داودار السلطان المملوكي المؤيّد شيخ (داودار السلطان هو أمين سرّه وأقوى رجل في المملكة بعده) ثمّ أصبح نائباً للشام اعتباراً من عام ١٤١٩. تمرّد لاحقاً بعد موت المؤيّد وقتل ولكن ليس قبل أن يترك لنا مدرسة تعتبر من روائع الفنّ المملوكي في عصره الذهبي.
تقع هذه المدرسة فيما أسماه الريحاوي "بمدينة دمشق الجامعيّة" شمال الأموي في الكلّاسة. يحدّها غرباً التربة الأشرفيّة المهدومة (ضريح الأيّوبي الأشرف موسى) وتربة صلاح الدين. أوقف جقمق على مدرسته السوق المعروف بنفس الاسم (أي سوق جقمق وهو قسم الشارع المستقيم الواقع بين سوق الخيّاطين والبزوريّة) واكتمل بناء المدرسة عام ١٤٢١.
بنيت المدرسة الجقمقيّة على أنقاض تربة المعلّم سنجر الهلالي التي تحوّلت إلى ميتم ثمّ خانقاه قبل أن تحترق في فتنة تيمورلنك عام ١٤٠١.
أصبحت المدرسة كتّاباً في أواخر القرن التاسع عشر ثمّ أسّس فيها الشيخ عيد السفرجلاني عام ١٨٩٩ مدرسة حديثة ابتدائيّة ورشديّة (أي ثانويّة) دعيت المدرسة الجقمقيّة العلميّة درس فيهل شكري القوّتلي. تحوّلت المدرسة إلى مقرّ للحلقة المولويّة عام ١٩١٩ وأصيبت بعدها بأضرار جسيمة عندما تعرّضت لقنبلة خلال قصف الحلفاء عام ١٩٤١ وسرقت منها نقوش كتابيّة حجريّة في نفس العام.
شهد عام ١٩٥٦ بداية حملة لجمع التبرّعات لترميم المدرسة الذي بدأ بخطى حثيثة بعد هذا التاريخ.
No comments:
Post a Comment