Friday, March 27, 2020

مدينة دمشق الجامعيّة


أطلق الدكتور عبد القادر ريحاوي رحمه الله هذه التسمية على منطقة الكلاّسة شمال الجامع الأموي وجوارها وهو تعبير أكثر من موائم نظراً لشديد غناها بالمدارس منها ما اندثر ومنها ما لا يزال قائماً بعد مئات السنوات من إنشائها.

نشر العالم الراحل مقالاً عن المدرسة الجقمقيّة في عدد الحوليّات الأثريّة السوريّة الصادر عام  ١٩٦٠ (المجلّد العاشر). سيتمّ التعرّض لبعض ما كتبه عن المدرسة في منشور لاحق أمّا اليوم فحسبنا استعراض أوابد هذه المنطقة بإيجاز. استعنت في تحقيق بعض المعلومات بكتاب خطط دمشق للدكتور أكرم حسن العلبي.

المدرسة في القرون الوسطى مؤسّسة دينيّة تطوّرت في القرن الحادي عشر الميلادي بداية من عهد السلاجقة والوزير نظام الملك لتعزيز الإسلام السنّي (علوم القرآن والحديث والفقه والتفسير والتجويد واللغة وهلمّجرّا) وتخريج كوادر إداريّة تتولّى المناصب القضائيّة والإمامة والكتابة وشؤون الدولة عموماً. للمدارس إذاً وظيفة روحيّة وثانية سياسيّة إضافة إلى مهمّتها التعليميّة. هذا عن أهدافها أمّا عمارتها فتتبع النماذج الإيرانيّة وتحتوي عادة على أربعة أواوين تحيط بصحن حوله غرف للأساتذة والطلّاب وتربة المشىء. 

نأتي الآن إلى المدارس في "مدينتنا الجامعيّة" وهي الآتية (يمكن استعمال أرقامها لتحديد مواقعها على المخطّط الملحق):

١. الخانقاه السميساطيّة (دار عمر بن عبد العزيز سابقاً).

٢. المدرسة الصادريّة: أقدم مدارس دمشق (اندثرت).

٣. مدرسة الكلّاسة من عهد نور الدين (درست).

٤. المدرسة البلخيّة (نسبة لأوّل أساتذتها برهان الدين البلخي الحنفي) تعود لعام ٥٣٦ للهجرة (١١٤١-١١٤٢ للميلاد).

٥. المدرسة الفاضليّة: نسبة للقاضي الفاضل وزير صلاح الدين (متهدّمة).

٦. المدرسة العزيزيّة (نسبة للعزيز عثمان ابن صلاح الدين) ولم يبق منها الشيء الكثير وإلى جوارها تربة مؤسّس السلالة الأيّوبيّة. 

 ٧. المدرسة التقويّة (نسبة للمظفّر تقيّ الدين عمر ابن أخ صلاح الدين. تحوّلت بقاياها إلى دور سكنيّة.

٨. المدرسة الرواحيّة (نسبة للقاضي ابن رواحة المتوفّي ٦٢٢ للهجرة (١٢٢٥-١٢٢٦ للميلاد): دارسة.

 ٩. المدرسة العادليّة الكبرى: بوشر في بنائها في عهد نور الدين وأنجزت بعد وفاة العادل الأيّوبي. أصبحت مقرّاً لمجمع اللغة العربيّة (الأكاديميّة العربيّة) قبل مائة عام.

١٠. الخانقاه الأندلسيّة: حوالي ٦٤٠ للهجرة (١٢٤٢-١٢٤٣ م) نسبة لأبي عبد الله محمّد بن يوسف الأندلسي. اندثرت.

١١. المدرسة الظاهريّة لا تحتاج لتعريف.

١٢. دار القرآن السنجاريّة نسبة للتاجر علاء الدين السنجاري المتوفّي ٧٣٥ للهجرة (١٣٣٤-١٣٣٥ م). ضائعة بين البيوت السكنيّة.

١٣. دار القرآن والحديث الصبابيّة نسبة لشمس الدين محمّد بن تقيّ الدين أحمد بن محمّد بن أبي العزّ بن الصّياب الحرّاني الدمشقي. تعود لعام ٧٣٨ للهجرة (١٣٣٧-١٣٣٨ م). احترقت في فتنة تيمورلنك عام ١٤٠١ ولا أثر لها اليوم.

١٤. المدرسة الإخنائيّة نسبة لقاضي القضاة شمس الدين الإخنائي وتعود لعام ٨٢٠ هجري (١٤١٧-١٤١٨ م). لا تزال قائمة.

١٥. الخانقاه الجقمقيّة: حاليّاً دور سكنيّة.

 ١٦. المدرسة الجقمقيّة: لها حديث مستقلّ.



أكرم حسن العلبي. خطط دمشق

No comments:

Post a Comment