وصف الدكتور عبد القادر ريحاوي تفاصيل المدرسة الجقمقيّة في مقال بطول ثلاثين صفحة عن الأبنية الأثريّة في دمشق نشر في المجلّد العاشر للحوليّات الأثريّة السوريّة عام ١٩٦٠. أتعرّض فيما يلي للخطوط العريضة لهذا البحث المرجعي.
بلغ الفنّ المملوكي أوجه في عهد المماليك الجراكسة (أو المماليك البرجيّة لتمييزهم عن المماليك البحريّة) ومن سمات هذا الفنّ:
- أصبح صحن المدرسة أصغر مساحة وكثيراً ما يكون مسقوفاً يوحي بالدفء وتتوسّطه بركة صغيرة.
- اتّسع الإيوان القبلي نسبة لبقيّة الأواوين.
- ازداد ارتفاع القبّة واختفت إحدى رقبتيها واكتفي بالمقرنصات للانتقال من الشكل المربّع للكروي أو بالأحرى نصف الكروي.
- تمّ التخلّي عن الجدران الصمّاء التي اتّسمت بها العمائر الأيّوبيّة المتقشّفة (زيّن الرخام المجزّع والفسيفساء الزجاجيّة الجدران في العصر الأموي كما في جامع بني أميّة الكبير واستعملت اللوحات الجداريّة frescoes في أبنية معيّنة ثمّ تطوّرت الزخارف الجصيّة البارزة والمخرّمة بمواضيعها motif الهندسيّة والنباتيّة أو ما أطلق عليه الغربيّون اسم Arabesque اعتباراً من العهد الفاطمي).
- حجارة الأبنية المملوكيّة صغيرة مقارنة مع الأيّوبيّة ويستعمل الحجر في أسفل الجدران واللبن في أعلاها.
- استعمال الأبلق في المداميك.
- الأسقف الخشبيّة.
- غنى الزخارف إلى درجة الابتذال في رأي البعض. اعتبر ريحاوي الجقمقيّة الثانية في هذا المضمار بعد الظاهريّة.
تمثّل الجقمقيّة نموذجاً لمعظم هذه الخصائص إن لم نقل جميعها. المدرسة مربّغة الشكل تبلغ مساحتها ٢٨٥ متر مربّع يتوسّطها صحن أبعاده ٦٦٥ x ٧١٥ عشير المتر تتوسّطه بدوره بحرة صغيرة مثمّنة وتحيطه أربع أواوين ويعلوه سقف خشبي بارتفاع إثني عشر متراً ونصف المتر. تحتلّ التربة الزاوية الشماليّة الشرقيّة للمدرسة وهي غرفة مربّعة طول ضلعها أربع أمتار ونصف المتر فيها قبر لجقمق وثانٍ لأمّه وتعلوها قبّة مرفوعة على أربع عقود جداريّة تحتلّ زواياها مقرنصات انتقاليّة.
الصورة الملحقة للجدار الغربي للمدرسة كما بدا قبل ستّين عاماً أثناء الترميم.
No comments:
Post a Comment