المعلومات أدناه مأخوذة باختصار عن دراسة نشرها العالم الراحل عبد القادر ريحاوي في الحوليّات الأثريّة السوريّة ١٩٦٣ (المجلّد الثالث عشر).
تتواجد ثلاث قباب في صحن جامع بني أميّة الكبير ألا وهي:
الغربيّة أو بيت المال أو قبّة الخزنة. شيّدت في ولاية الفضل بن صالح (توفّي عام ٧٨٨ للميلاد) عامل الخليفة العبّاسي المهدي والكلام هنا للذهبي (توفّي ١٣٤٨) وابن تغري بردي (وفيّات ١٤٧٠) أسماها ابن كثير (وفيّات ١٣٧٣) وابن بطوطة (النصف الأوّل للقرن الرابع عشر) قبّة عائشة.
الوسطى أو الميضأة الحاوية على فوّار الماء وتعود لعام ٩٧٩ (ابن عساكر). ترك لنا ابن جبير الذي زار دمشق عام ١١٨٤ وصفاً دقيقاً لها ووصفها أيضاً ابن بطوطة. أطلق عليها العوامّ أيّام ابن كثير اسم قبّة أبي نواس. ما بقي منها في منتصف القرن الماضي عثمانيّ الأصل إذ تهدّمت خلال زلزال ١٧٥٩ وأعاد عثمان باشا الكرجي عمارتها في ١٧٦٩. لن أتعرّض لتاريخها في أواخر القرن العشرين.
القبّة الشرقيّة وهي بيت القصيد في منشور اليوم
المعروف منها قبل عام ١٩٥٨ المشيّد العثمانيّ الطراز المسمّى قبّة الساعات وتواجد على مدخلها لوح رخاميّ يؤرّخ البناء للعام ١٨١٨ وعهد السلطان محمود الثاني.
انكشفت البنية الأصليّة لهذه القبّة مع أعمدتها البديعة (يقتصر الشبه بينها وبين الغربيّة على عدد الأعمدة) عندما تصدّعت جدرانها عام ١٩٥٨ وأترك وصفها "قبل" و"بعد" للصور الملحقة (الأقدم مأخوذة عن Wulzinger و Watzinger). ماذا عن تاريخها؟
أوّل من وصف هذه القبّة ابن جبير الأندلسي (لم يذكرها المقدسي الذي مات عام ٩٩٠ كما لم يذكر قبّة الفوّارة ومن المعروف أنّ المقدسي ترك لنا أقدم وصف للجامع الأموي) ونوّه ابن كثير أنّها بنيت في العهد العبيدي (أي الفاطمي) حوالي ١٠١٠ للميلاد. أسماها البدري (مواليد ١٤٤٣- ١٤٤٤ وصاحب "نزهة الأنام في محاسن الشام") قبّة عائشة!! ونقل عنه Creswell بينما ذكر Richard Pococke الذي زار المدينة عام ١٧٣٨ أنّها حوض للعمادة.
بعد استقراء المعطيات السابقة وغيرها خلص الريحاوي إلى أنّ القبّة كانت أصلاً مقصورة للجلوس وأصبحت مقرّاً لساعات الجامع اعتباراً من عام ١٨١٨ فدعيت منذ ذلك الوقت قبّة الساعات.
No comments:
Post a Comment