Monday, March 23, 2020

ضريح سكينة بنت الحسين


ينتمي أقدم أضرحة مقبرة الباب الصغير في دمشق كما رأينا إلى فاطمة بنت أحمد بن الحسين بن السبطي والعهد الفاطمي. فلننظر اليوم إلى قبر سكينة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب بعدسة المستشرقين المدقّقين Eustache de Lorey و Gaston Wiet. رابط المقال الفرنسي (عام ١٩٢١) أدناه لمن يريد التوسّع.

قبر سكينة مشغول من خشب الجوز بطول  ٢٦٥ وعرض  ١٥٠ وارتفاع ٧٤ عشير المتر وتقسم أوجهه إلى ثلاث مستويات الأعلى منها يحتوي على نقش كتابي لآية الكرسي القرآنيّة بأحرف صغيرة ممهور "بتوقيع" النحّات:

هذا عمل محمّد بن أحمد بن عبد الله رحمه الله

المستوى المتوسّط هو الأعرض ونشاهد عليه كتابة كوفيّة في منتهى الجمال والإتقان تبرز فوق زخارف نباتيّة غنيّة. غرفة الدفن شديدة الضيق وبالتالي استطاع الفرنسيّان تصوير الوجه الجنوبي المواجه للمدخل فقط وعليه البسملة. يحدّد نقش كتابيّ  على وجه آخر هويّة المتوفيّة كما يلي:

هذا قبر سكينة بنت الحسين...

المستوى السفلي تشغله زخارف نباتيّة.

هناك خلاف على الموضع الذي دفنت فيه سكينة:

ابن جبير (زار دمشق عام ١١٨٤)  ذكر أنّ تربتها موجود في مقبرة غرب المدينة.
ياقوت (مات  ١٢٢٩) ذكر قبرها جنوب الباب الصغير ولكنّه أكّد أنّها دفنت في المدينة.
ابن بطوطة (القرن الرابع عشر) أفاد أنّ ضريح سكينة موجود في قرية على بعد فرسخ جنوب دمشق.
ابن شاكر الكتبي (مات ١٣٦٣) ذكر مسجد وقبر سكينة في الباب الصغير.

يعطي كتاب الأغاني المزيد من المعلومات عن سكينة وأزواجها وفي كلّ الأحوال يشير عدد من المؤرّخين أنّها ماتت في المدينة وبالتالي "ضريحها" في دمشق عبارة عن مقام أو مشهد لا أكثر.

استنتج العالمان الفرنسيّان من خلال التدقيق في نمط الكتابة وخلفيّتها أنّها على الأرجح تعود لنهاية القرن الخامس الهجري أي نهاية القرن الحادي عشر للميلاد والعهد السلجوقي ويمكن اعتبار هذا التقدير أقدم تاريخ ممكن لهذا الأثر الثمين. 







No comments:

Post a Comment