Sunday, May 9, 2021

المدرسة المراديّة البرّانيّة



وتدعى أيضاً جامع البخاري. مدرسة عثمانيّة في حارة الورد سوق ساروجا أوقفها عام ١١٠٨ (الموافق ١٦٩٦-١٦٩٧ للميلاد) الشيخ مراد بن علي البخاري النقشبندي (وفيّات ١١٣٢ = ١٧١٩-١٧٢٠ للميلاد) وكان فيها مكتبة قيّمة بلغ عدد مجلّداتها ٢٤٦ نقلت فيما بعد إلى المكتبة الظاهريّة كما يخبرنا الأستاذ حبيب الزيّات الذي ذكر أنّ عدد حجراتها بلغ الثلاثين "بينها اليوم مكتب للصبيان". لهذه المدرسة باحة مستطيلة تحيط بها الغرف. 


ترك لنا الدكتور أسعد طلس وصفاً لها وأنّ بانيها "جعلها تكيّة ومدرسة وكان لها باب كبير فسدّ اليوم ولا تزال آثاره موجودة والباب الذي يدخل منه اليوم إلى الجامع باب صغير وإلى جانبه المنارة المستديرة المبنيّة من الحجارة السوداء والبيضاء وقد كتب على قاعدتها المربّعة ما نصّه:


منارة للهدى شيّدت بحقّ            بأعلى رأسها الله يذكر

ببسم الله أبدأ في بناها              وحمد يا عليّ لمن تشكر

وسهم للقضا أضمرت فيها           بتاريخ لمن بالسوء أبصر

أجيبوا داعياً لله نادى                  ونادى للصلاة الله أكبر            سنة ١١٧٩


(الموافق ١٧٦٥-١٧٦٦ م *)



* هذا التاريخ يشير لإعادة بناء المئذنة بعد زلزال ١١٧٣ (١٧٥٩ م) وليس تاريخ بناء المدرسة - الجامع. 


عودة إلى وصف طلس:


"المدرسة مؤلّفة من صحن ومصلّى ومدفن فالصحن مفروش بالموزاييك وإلى شماليه وغربيه سبع غرف للمجاورين من الحجارة السود وإلى الجنوب ثلاث قناطر ومن ورائها المصلّى وهو مؤلّف من غرفة واسعة لها قوس عظيم ومن فوق القوس سقف عادي والمحراب والمنبر عاديّان وإلى يمين المحراب قبّة فخمة بحيطانها المزخرفة تحتها قبران كبيران لعلّهما للواقف وأخوه (**) وعلى القبر لوحة خطّية فيها أبيات منها:


ضريح مولى منيب                  لله في كلّ مشهد

قطب الزمان وغوث                للكلّ في كلّ مقصد

النقشبنديّ من قد                 نال المقام المؤصّلا

تاريخه جاء بيتاً                       مسدّد السبك مفرد            سنة ١١٦٠


الموافق (١٧٤٧ م)



** يقول العلبي أنّ القبرين لابن الواقف الشيخ محمّد (وفيّات ١١٦٩ =  ١٧٥٥-١٧٥٦ م) وحفيده الشيخ علي (وفيّات ١١٨٤ = ١٧٧٠-١٧٧١ م) ولا أدري كيف توصّل إلى هذه النتيجة خصوصاّ وأنّ طلس (قبل جيلين من العلبي) لم يكن متأكّداً من هويّة الأضرحة وهذا يعني حكماً عدم وجود شواهد كتابيّة على القبرين في عهده أضف إلى ذلك أنّ التاريخ المذكور بعد الشعر مختلف عن تاريخ وفاة الشيخين المذكورين. 


يختم العلبي فيقول أنّ إمام الجامع الشيخ أجمد رمضان يقيم في إحدى غرف المدرسة (عام ١٩٨٩ عندما نشر دراسته) وأنّ القسم الشرقي منها  "اختلس بكامله وأصبح داراً للسكن" وأنّ ملجأً بني أمام واجهتها القبليّة. 





أكرم حسن العلبي. خطط دمشق. دار الطبّاع ١٩٨٩ 


أسعد طلس. ثمار المقاصد في ذكر المساجد


حبيب الزيّات. خزائن الكتب في دمشق وضواحيها ١٩٠٢


دار الكتب الظاهريّة 



No comments:

Post a Comment