تقع هذه المدرسة على وجه التقريب في منتصف تجويف القوس الواصل بين الركنيّة إلى الشمال والشرق وجامع الحنابلة إلى الشمال والغرب (كما في الخارطة الملحقة عن Burns أعلاه) وهي من أكبر أوابد الصالحيّة الدينيّة ولا تزال محافظة على هيئتها الخارجيّة الأصليّة إلى درجة كبيرة مقارنة مع غيرها وعلّها الوحيدة التي بنيت في موقع خالٍ ممّا سمح بمراعاة التناظر فيها. تواجد بستان إلى الجنوب من المدرسة (صورة الواجه القبليّة عن Allen) حيث يمرّ نهر يزيد وهو اليوم مغطّى بالإسمنت في هذا المكان.
الواجهة القبليّة |
اتّبع في تخطيطها نظام الأواوين الأربعة المتصالبة الذي درج في دمشق في القرن السابق لبنائها. الصحن صغير نسبيّاً يقارب شكله المربّع وطول ضلعه حوالي أحد عشر متراً. الإيوان الشمالي قليل العمق ولربّما لعب انحدار الأرض دوراً في توزيع وتقسيم المساحة المخصّصة للآبدة. المدخل شمالي ويحيط به إيوانان صغيران.
Plan credit: Ernst Herzfeld |
افترض Herzfeld أنّ القاعة الشماليّة الغربيّة هي التربة ولكنّه مع ذلك أفتى بوجود قبر ربيعة خاتون في الإيوان الغربي المجاور (المخطّط الملحق) والمشكلة أنّه لا يوجد أثر لقبر في المدرسة وبالتالي ليس هناك برهان لهذه الفرضيّة أمّا عن الإيوان المذكور فقد أغلق ليصبح مكتب مديرة مدرسة البنات التي احتلّت البناء الأصلي. شكّك Allen في أنّ الضريح كان موجوداً في المكان الذي اقترحه Herzfeld وارتأى - في موافقة ضمنيّة على كلام المستشرق الألماني - أنّ الغرفة الشماليّة الغربيّة (رغم كونها غير مقبّبة) أكثر منطقيّة كتربة ويترتّب على ذلك أنّ الضريح كان فيها خصوصاً إذا أخذنا بعي الاعتبار وجود نافذتين في واجهتها الشماليّة (يمكن للمارّة من خلالهما رؤية الضريح والدعاء للواقفة كما رأينا في مثال المدرسة النوريّة الكبرى) على ساكف كلّ منهما لوحة ليس عليها كتابة (الصورة الملوّنة الثانية أيضاً عن Allen). سلّم Allen مع ذلك بعدم وجود أثر لقبر في هذه الغرفة التي تستعمل اليوم قاعة دروس للطالبات. إذاً ليس لدينا دليل ملموس لا في هذه الحالة ولا في تلك.
ساكفا النافذتين دون كتابة |
فيما عدا هذه الملاحظات - أضف إليها العقود المدبّبة الكبيرة - لا يوجد ما يثير الاهتمام داخل المدرسة وإذا كان فيها زخارف قديماً فهي اليوم مندثرة وإن حافظت على بعض قبواتها الدائريّة barrel vault منها والمتصالبة cross والمتقاطعة cloister (لا يوجد قباب في المبنى). طراز البناء أيّوبي بامتياز يتميّز بالبساطة والإتقان. المخطّط الثاني عن Sauvaget ولا اختلاف يذكر بينه وبين مخطّط Herzfeld.
للواجهة وبوّابة المدخل حديث مستقلّ.
No comments:
Post a Comment