أعطت هذه المئذنة اسمها لأحد أثمان دمشق كما أوردها أحمد حلمي العلّاف في منتصف القرن العشرين. المعلومات عنها محدودة ومنها أنّها مملوكيّة الأصل بدلالة الكتابة على حجر في قاعدتها نقلها أسعد طلس كما يلي:
الحمد لله عمل علي الكسّار سنة سبعين وسبعمائة (*)
(*) الموافق ١٣٦٨-١٣٦٩ للميلاد.
الجامع الذي تنسب إليه صغير والشهرة للمئذنة وليس إليه (كما في حال مئذنة فيروز في القيمريّة). ذكره طلس باقتضاب في الصفحة ٢٤٩ من "ثمار المقاصد": "يسمّى أيضاً بمسجد السوق وهو مسجد صغير ليس فيه شيء يذكر سوى محراب لطيف ومنارة حجريّة مربّعة جميلة سمّيت المحلّة بها ويفصل الطريق بينها وبين المسجد ويصعد إليه بسلّم حجري من الشارع".
أضف إلى ما سبق تنويه بالمئذنة والمسجد في الصفحة ١٦٩ من تعريب قاسم طوير للجزء الثاني من دراسة الألمانييّن Wulzinger & Watzinger حيث أثارا احتمال كون الآبدة هي مسجد الحبّالين أو مسجد الريحان الذي أسّسه الصحابي فضالة بن عبيد الأنصاري (وفيّات دمشق ٥٣ أو ٦٩ للهجرة الموافق ٦٧٢-٦٧٣ أو ٦٨٨-٦٨٩ للميلاد) وهذا مستبعد وإلّا لكان هذا المسجد أحد أقدم دور العبادة الإسلاميّة في المدينة (القرن الأوّل للهجرة). ما يمكن توكيده أنّ القسم السفلي من المئذنة هو الوحيد الباقي من العهد المملوكي (الريحاوي) أمّا أعلاها فقد جدّد في العهد العثماني. المئذنة كما ذكر أعلاه مفصولة عن الجامع ولكنّها لا تتفرّد بذلك (قارن مع جامع التوريزي).
أكرم حسن العلبي. خطط دمشق. دار الطبّاع ١٩٨٩
الآثار الإسلاميّة في مدينة دمشق. تعريب قاسم طوير
أسعد طلس. ثمار المقاصد في ذكر المساجد
عبد القادر ريحاوي. العمارة العربيّة الإسلاميّة. الطبعة الثانية ١٩٩٩.
مئذنة الشحم ونهاية سوق مدحت باشا
Karl Wulzinger & Carl Watzinger. Damaskus, die Islamische Stadt. Walter de Gruyter 1924.
No comments:
Post a Comment